رأي ابن تيمية في المارماهي والطحال

إن انتقاد ابن تيمية في تعامل الشيعة مع المارماهي والطحال والذئاب،[1] في غير محله فان الشيعة عاملون بما وصل اليهم من العترة عليهم السلام، بمقتضى تبعيتهم لعترة بيت الرسول صلى الله عليه وآله، حسب ما رواه الحاكم النيسابوري بسنده عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أطاعني أطاع الله، ومن عصاني عصى الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني. قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، ثم قال الذهبي في الهامش: هذا الحديث صحيح.[2]

وقد وردت الروايات  منهم عليهم السلام على حرمة أكل السمك الذي لا فلس له.[3]

أما الذئاب فإن كان المقصود به كل ذي ناب كالأسد والثعلب والنمر والفهد والدُّب والقرد والثعلب والضبع، فلا خلاف في حرمة أكلها بل الاجماع.[4]

ومن الروايات الدالة على الحرمة ما روي عن ابي عبد الله عليه السلام: كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير حرام.[5]

ابن تيمية ومخالفة سنة الرسول

فالتابعون لأهل البيت عليهم السلام لما سألوا أئمتهم عن حكم تلك السباع أجابوهم بالحرمة، أما الذين تركوا السنة التي تأمر بالتبعية لاهل البيت عليهم السلام، سألوا الجهلة بدين الله تعالى، فحللوها لهم المحرمات، فماذا يجيبون الله تعالى عن تركهم السنة وهجرهم من وجبت طاعته على عامة الخلق والتعلّم لدين الله منهم؟

 ولا يخفى على الخبير والمتتبع في السيرة والتاريخ، أن السبب الرئيسي في ترك سنة الرسول صلى الله عليه وآله بعد وفاته، من عهد خليفتهم الاول الى عهد المعتصم العباسي، هوعدم امتثالهم أكثر أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله لتعارضها مع أحكامهم و مصالحهم ، فكانوا يعملون باجتهاداتهم وآرائهم وإن كانت مخالفة للنصوص الصريحة من القرآن والسنة النبوية.

و كمثال على ذلك موقفهم يوم السقيفة، فان النصوص كانت صريحة في نصب الامام علي عليه السلام للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله مباشرة، والحاضرون في السقيفة كانوا قد سمعوا يوم غدير خم مقالة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام وإمامته وخلافته وهنّئوه بذلك،[6]

ورأوا الواقعة بعين النظر، ولكن مع ذلك خالفوا النص الصريح وتصافقوا في السقيفة على تقديم أبي بكر، ويُعتبر هذا أول مخالفة بادر بها الحزب الحاكم.

إذن فانتقاد ابن تيمية للشيعة في غير محله ويُعد انتصارا للجهلة والمنحرفين عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

المصادر:

[1] . منهاج السنة النبوية،ج 1، ص 26.

[2] . المستدرك على الصحيحين،ج3، ص121 و 128.

[3] . الوسائل، ج16،ص 397 ب 8 من الاطعمة المحرمة.

[4] . جواهر الكلام ، ج36نص 267.

[5] . وسائل الشيعة، ج16، ص387.

[6] . تاريخ بغداد، ج8،ص284.