أراد ابن تيمية أن يذم الشيعة فمدحهم بقوله: إن السيف مسلول عليهم الى يوم القيامة.
ما قاله ابن تيمية في ذم الشيعة : إن قول ابن تيمية أن السيف مسلول عليهم الى يوم القيامة،[1] ليس في ذلك ذم لهم في الواقع،إنه أراد أن يذم فمدح، لأن هذه حال عباد الله الصالحين مع الظلمة، ولم تزل الشيعة مظلومة مقهورة مختفية غالبا ولم تسْلم حتى من نسبة المفتريات اليها.
إن الشيعة مرت بظروف قاسية طول الاعصار متمادية من عصر الخلفاء و حُكّام بني أمية وبني العباس حتى يومنا هذا.
إن الشيعة كانوا مختفين في زوايا الاستتار، بسبب معاداة الحُكّام ومناواة أولي النصب و الإلحاد و كثرة التحامل عليهم، والنسب الباطلة اليهم، و التقية سند مظلومية الشيعة من بعد النبي صلى الله عليه وآله، الى هذا اليوم.
ولم يزل كل متغلّب من الظالمين لأهل البيت عليهم السلام يبذل في متابعة الهوى مقدوره، ويلتهب حسدا ليطفئ نور الله، ويأبى الله الا أن يُتمّ نوره.
وثائق مظلومية الشيعة وأهل البيت
روي عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، أنه قال لبعض اصحابه: يا فلان ما لَقينا مِن ظُلمِ قُرَيشٍ إيّانا وتَظاهُرِهِم عَلَينا ! وما لَقِيَ شيعَتُنا ومُحِبّونا مِنَ النّاسِ ! إنَّ رَسولَ اللّه صلي الله عليه و آله قُبِضَ وقَد أخبَرَ أنّا أولَى النّاسِ بِالنّاسِ ، فَتَمالَأَت عَلَينا قُرَيشٌ حَتّى أخرَجَتِ الأَمرَ عَن مَعدِنِهِ ، وَاحتَجَّت عَلَى الأَنصارِ بِحَقِّنا وحُجَّتِنا . ثُمَّ تَداوَلَتها قُرَيشٌ ، واحِدٌ بَعدَ واحِدٍ ، حَتّى رَجَعَت إلَينا ، فَنَكَثَت بَيعَتَنا ، ونَصَبَتِ الحَربَ لَنا ، ولَم يَزَل صاحِبُ الأَمرِ في صَعودٍ كَؤودٍ حَتّى قُتِلَ.[2]
إن الاخبار والوثائق التاريخية في هذا الباب كثيرة متفق عليها بين الفريقين، فالشيعة اذن كانوا مظلومين مقهورين في كل عصر وزمان بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله، وقد صبروا على موالاة الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، وبهذه الصورة بقوا تابعين للحق حتى يُظهر الله حجته فيملأ الارض قسطا وعدلاً.
المصادر:
[1] . منهاج السنة النبوية، ج 1، ص 27.
[2] . شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج ١١، ص ٤٣.