موقف الخلفاء من سنة رسول الله

سنة الرسول: يقول سبحانه وتعالى "ولكم في رسول الله أسوة حسنة" و" لا يكلف الله نفسا الا وسعها" ويأتي الخليفة ابو بكر ويقف بوجه آيات القرآن ويقول" لئن أخذتموني بسنة نبيكم لا أطيقها"[1]

فهل يرى أبوبكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله ابتدع دينا غير الذي أنزل الله، فأمر المسلمين بما لا يطاق وكلفهم عسراً؟ حاشا النبي أن يقول ذلك فانه كان يقول" يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا"[2]

ترْكُ الخلفاء سنة الرسول

إنّ اعتراف ابي بكر بأنه لا يطيق سنة النبي يؤكد أنه أحدث بدعة يطيقها حسب هواه، وما يتماشى مع سياسة دولته الحاكمة آنذاك.

مثل ما فعله بمالك ابن نويرة حيث قتله وقومه شر قتلة بحجة منع الزكاة، ومثل منعه فاطمة الزهراء عليها السلام فدك وحرمانها من إرثها بحجة سماعه حديث " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة".

إن ابابكر باعترافه بأنه لا يطيق سنة النبي يؤكد أنه أحدث بدعة بدليل وقوع التناقض في أقواله وأعماله، فإنه لما أراد أن يقتل مالك بن نويرة كان يقول: "والله لو منعوني [عناقا أو] عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم عليه"[3]

ومن جهة أخرى يقول اني لا اطيق سنة النبي ، وهذا يعني أنه فقط يطيق ما يتماشى مع أهوائه ولا يطيق العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

ولعل عمر بن الخطاب كان يرى هو الآخر بأن أحكام القرآن والسنة لا تُطاق، فعمد الى ما يراه صحيحا وعلى سبيل المثال أنه افتى بترك الصلاة اذا اجنب الانسان ولم يجد الماء وكانت هذه الفتوى أيام خلافته.[4]

أما عثمان فقد خالف السنة النبوية كما هو معروف حتى أخرجت عائشة قميص النبي صلى الله عليه وآله وقالت: لقد أبلى عثمان سنة النبي قبل أن يبلي قميصه، وحتى عابه الصحابة بأنه خالف سنة النبي وسنة الشيخين وقتلوه من أجل ذلك.[5]

وأما معاوية فحدث ولا حرج، فبينما يقول النبي صلى الله عليه وآله " من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله"[6]

نجد معاوية قد بادر الى سبه ولعنه، ولم يكتف بذلك حتى أمر ولاته وعماله أن يسبوه ويلعنوه، ومن امتنع منهم عزله وقتله وهذا أمر ثابت قد سجله التاريخ.

المصادر:

[1] . مسند أحمد،ج1،ص14 و مجمع الزوائد، ج5،ص184.

[2] . صحيح البخاري، ج1، ص100 ح 78.

[3] . منهاج السنة ، ج 4، ص 494.

[4] . صحيح البخاري،ج1 ،ص2111، ح326.

[5] . تاريخ اليعقوبي، ج2، ص175.

[6] . مسند أحمد، ج6 ،ص 323.