يمنع أهل السنة بكل شدة من الدراسة المعمقة حول الصحابة مع علمهم بأن الشيعة يقدسون بعض الصحابة.
إن كثيرا من المشاغبين ومنهم ابن تيمية يتهمون الشيعة بأنهم ضد الصحابة ويقولون إن الشيعة تشتم الصحابة وتسبهم ليؤثروا بذلك على السامعين ويقطعون بذلك الطريق على الباحثين، يقول ابن تيمية:" وإذا قيل: سب الصحابة حق لآدمي. قيل: المستحل لسبهم كالرافضي يعتقد ذلك دينا كما يعتقد الكافر سب النبي دينا"[1]
الشيعة يترضون على الصحابة المخلصين
إن الشيعة منزهون عن سب الصحابة وشتمهم، وانما يترضون على الصحابة المخلصين الذين سماهم القران بالشاكرين[2] كسلمان وأبي ذر والمقداد وغيرهم، ويتبرؤون من الذين انقلبوا على الاعقاب الذين ارتدوا على أدبارهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وتسببوا ضلالة أغلب المسلمين.
إن الشيعة ترى أن لها الحق في أن تكشف عن أفعال الصحابة بأدلة متقنة مبينة يقبلها كل مسلم بعقله وقلبه بحيث لا يتركون للخصم حجة يحتج بها عليهم.
وحتى لا يتوهم معاند أنّا نحاول الطعن في الصحابة بلا دليل، نعتمد على صحيح البخاري وصحيح مسلم وهما من أصح الكتب عندهم، رغم أن هذين الاثنين كتما الكثير من الأحاديث حفظا على كرامة الصحابة وهذا معروف عنهما.
أخرج البخاري في كتاب الايمان باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر عن ابن أبي مليكة أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: أنه على إيمان جبرئيل وميكائيل"[3]
فإذا كان هؤلاء الثلاثون يخافون النفاق على أنفسهم ولا يمكنهم أن يدعوا الايمان، فلماذا لا يقبل أهل السنة دراسة حياة الصحابة ونقد أعمالهم والقرآن يعلمنا بأن الله لا يستحي من الحق[4] وقد فتح لنا هذا الباب، فلماذا لا نبحث أحوال الصحابة لنعرف ونميّز المنافق من المؤمن والفاسق من العادل والظالم من المظلوم والكاذب من الصادق والمنقلب من الثابت.
ايضا اخرج البخاري في باب الجاسوس والتجسس[5] قصة حاطب الذي هو من الرعيل الاول من الصحابة الذين شهدوا بدرا، يبعث بأسرار النبي صلى الله عليه وآله الى أعداءه من مشركي مكة ويخون الله ورسوله صلى الله عليه وآله بعذر حماية قرابته، فكيف بأصحابه الذين أسلموا بعد فتح مكة أو بعد خيبر، وكيف بالطلقاء الذين استسلموا ولم يسلموا؟
المصادر:
[1] . مجموع الفتاوى، ج 3، ص 291.
[2] . سورة آل عمران، الآية 144.
[3] . صحيح البخاري، ج1، ص1.
[4] . سورة الأحزاب، الآية 53.
[5] . صحيح البخاري، ج4، ص475،ح1189.