شذرات من حياة الإمام الهادي

18:32 - 2023/01/24

الإمام الهادي عليه السلام هو أحد الأئمة الإثنى عشر المعصومين عليهم السلام ، وسنستعرض بعض الشذرات من حياته في بحثنا التالي.

شذرات من حياة الإمام الهادي عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام هو الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهوعاشر الأئمة الاطهار عليهم السلام من أئمة  بيت النبوة ومعدن الرسالة الإثنا عشر. وكانت ولادته الشريفة عليه السلام حسب رواية كل من الكليني والشيخ المفيد والشيخ الطوسي وابن الأثير بـقرية صُريا في 15 من ذي الحجة سنة 212 للهجرة.[1]  وتولى الإمام الهادي الإمامة العامة وهو في الثامنة من عمره بعد شهادة أبيه الإمام الجواد عليهما السلام .

الإمام الهادي عليه السلام والسلطة العباسية

لقد اتسمت سياسة حكام بني العباس الذين عاصرهم الإمام عليه السلام بالضغط والتضييق على أهل البيت عليهم السلام  وشيعتهم خصوصا في عهد المتوكل العباسي ، وقد أشار أبو الفرج الأصفهاني إلى هذا بقوله: " وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم مهتما بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم...".[2]

الإمام الهادي

ومن أفاعيل المتوكل بحق الإمام عليه السلام استدعاؤه إلى سامراء من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وصول الوشايات إليه من التفاف الناس حوله. وبعد استدعائه شدد الرقابة على الإمام عليه السلام ، ومن ذلك مانقله سبط ابن الجوزي عن المسعودي بقوله: "بلغ المتوكل أن في منزل علي كتبا وسلاحا من شيعة أهل قم، وأنه عازم على الوثوب عليه فبعث جماعة من الأتراك ، فهجموا داره ، فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعلى بدنه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل يقرأ القرآن ويبكي، فحملوه على حاله إلى المتوكل وهو جالس على شرابه، فأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس التي كانت في يده، فبكى وقال: والله ما خامر لحمي ودمي قط، فأعفني لله، فأعفاه، وقال أنشدني شعرا، فقال: والله ما أنا راوية للشعر، وما أعرف إلا ما أقول وما كان في معناه، فقال قل، فقال:

باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهم  .. غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلل

   واستنزلوا بعد عزّ عن معاقلهم  ..  فأودعوا حُفَراً، يا بئس ما نزلوا

ناداهُم صارخ من بعد ما قبروا .. أين الأسرة والتيجان والحلل؟

   أين الوجوه التي كانت منعمة  ..  من دونها تضرب الأستار والكلل

 فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم ..  تلك الوجوه عليها الدود يقـتتل

  قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا .. فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا

وطالما عمروا دوراً لتحصنهم  ..  ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا .. فخلّفوها على الأعداء وارتحلوا

           أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطلة  ..  وساكنوها إلى الأجداث قد رحـلوا [3]

فبكى الحاضرون بما فيهم المتوكل كما نقل سبط ابن الجوزي.

هكذا كان حكام الجور في تعاملهم مع أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم. وهكذا كان أئمة أهل البيت عليهم السلام في نصحهم وارشادهم ، فهم عليهم السلام يستغلون كل سانحة من أجل التذكير بالله والتوجيه إلى طريقه، والتحذير من الشيطان والنهي عن سبيله.

هذه لمحة سريعة عن الإمام علي بن محمد الهادي، وقد كانت شهادته في سامراء مسموما في الثالث من رجب سنة 254 كما نص عليه أغلب علماء الطائفة.[4]

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

_________

المصادر:

[1] الإرشاد، ص 635.

[2] مقاتل الطالبيين، ص  478 .

[3] مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ج15، ص335.

[4] سيرة الإمام الهادي، ص 22- 23.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.