الإمامة في اعتقاد الشيعة

18:15 - 2022/12/15

-الشيء المتسالم عليه عند الشيعة الإمامية في موضوع الإمامة هو أنها من أصول الدين، ولاتكون إلا لإمام معصوم لكونها منصبا إلهيا

الإمامة في اعتقاد الشيعة

تعرف الإمامة لغة على أنها الشيء الذي يُقتدى به، ولهذا من مصاديقها القرآن الكريم وإمام الجماعة وقائد الجيش.[1]. أما في الإصطلاح فقد وقعت مثار خلاف بين المسلمين سنة وشيعة نتيجة الإختلاف في حيثياتها وماهيتها وحقيقتها والنظر إليها وتفسيرها والشخص المستحق لها بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، غير أنه يمكن القول بأنه يلتقون في المفهوم العام لها مع الإختلاف في التفصيل إلى حد كبير. فالإمامة عند الشيعة كما عرفها الخواجة نصير الدين الطوسي بأنها: "رئاسة عامّة دينيّة مشتملة على ترغيب عموم الناس في حفظ مصالحهم الدينيّة والدنيويّة، وزجرهم عمّا يضرّهم بحسبها".[2]. أما جمهور العامة ففسروها بما اعتقدوه في الإمامة من الخلافة الظاهرية والإمارة بغير اعتبار للعصمة في الإمام والحاكم، وقالوا : "إن الإمامة عند الأشاعرة هي خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة".[3]

الشيعة و الإمامة:

القول الفصل عند الشيعة الإمامية في الإمامة هو أنها من أصول الدين، وأنها منصب إلهي، وصاحبها مشروط فيه العصمة بقول مطلق. وهذا هو المنقول عن علمائهم في كلماتهم. وهذا ما نجده صريحا في قول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء حيث يقول: "... فهذه الأركان الأربعة هي أصول الاسلام والإيمان بالمعنى الأخص عند جمهور المسلمين(يعني التوحيد، والنبوة، والمعاد، والعمل بالدعائم التي بني الاسلام عليها المتمثلة في الصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والحج ، والجهاد ).. ولكن الشيعة الإمامية _والكلام مازال له_ زادوا ركنا خامسا وهوالاعتقاد بالإمامة. يعني أن يُعتقد أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة ، فكما أن الله سبحانه يختارمن يشاء من عباده للنبوة والرسالة ، ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) فكذلك يختار للإمامة من يشاء ، ويأمر نبيه بالنص عليه ، وأن ينصبه إماما للناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي أن يقوم بها ، سوى أن الإمام لا يوحى إليه كالنبي وإنما يتلقى الأحكام منه مع تسديد إلهي . فالنبي مبلغ عن الله والإمام مبلغ عن النبي .

الإمامة

والإمامة متسلسلة في اثني عشر ، كل سابق ينص على اللاحق .ويشترطون أن يكون معصوما كالنبي عن الخطأ والخطيئة ، وإلا لزالت الثقة به ، وكريمة قوله تعالى: (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) صريحة في لزوم العصمة في الإمام لمن تدبرها جيدا. وأن يكون أفضل أهل زمانه في كل فضيلة ، وأعلمهم بكل علم ، لأن الغرض منه تكميل البشر ، وتزكية النفوس وتهذيبها بالعلم والعمل الصالح (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) والناقص لا يكون مكملا ، والفاقد لا يكون معطيا . فالإمام في الكمالات دون النبي وفوق البشر...".[4]

ونختم ونقول؛ وخلافا لعقيدة الشيعة ذهب العامة إلى عد الإمامة من فروع الدين وقالوا بعدم عصمة الإمام بل بلزوم الطاعة لمن أخذ الحكم ولو قهرا، كما هو صريح كلام علمائهم وممن قال بذلك الآمدي: "واعلم أنّ الكلام في الإمامة ليس من أصول الديانات ، ولا من الأمور اللابديّات بحيث لا يسع المكلّف الإعراض عنها والجهل بها ، بل لعمري إنّ المعرض عنها لأرجى من الواغل فيها...".[5] . وقال ابن تيمية : "والقاعدة الكلية في هذا أن لا نعتقد أن أحدا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ...".[6]

_____________

المصادر:

[1] ابن منظور، لسان العرب، ج12، ص24، مادة أمم.

[2] قواعد العقائد، ج1، ص109.

[3] دلائل الصدق، ج2، ص4.

[4] أصل الشيعة وأصولها، ص٢١٢.

[5] غاية المرام في علم الكلام، ص363.

[6] منهاج السنة، ج6، ص196.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.