-إن النبي وأهل بيته عليهم السلام قممٌ متأصلات وسفن النجاة وقدوة الانام.
ولد الامام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان في بيت الرسالة فاصطفاه الله سبحانه ليكون امتدادا للرسالة وقدوة للأمة، ولما وُلد و بُشّر رسول الله ص بذلك، هاج به الحزن وانهمرت عيناه بالدموع فسألته أسماء وقالت: فداك أبي وأمي ممَّ بكاؤك ؟! قال: على ابني هذا؟ فقلت: إنه ولد الساعة يا رسول الله؟! فقال: " تقتله الأمة الباغية من بعدي. لا أنالهم الله شفاعتي"[1]
تنبأ مصرعه عليه السلام وهو نبأ مصرع الحق بالباطل، والصدق بالكذب، والعدالة بالظلم، فبكي النبيُّ صلى الله عليه وآله لذلك، ويحق له البكاء..
الحسين في رعاية الرسول
لقد كان شخص الرسول صلى الله عليه وآله يهتم بالحسين عليه السلام وتربيته بصورة مباشرة. فكان يوليه من العناية والرعاية ما يبهر ألباب الصحابة ويحيِّزهم. ولطالما بعث الرسول بكلماته النيِّرة على سمع المئات المحتشدة من المسلمين يقول: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".[2] و "حسين مني وأنا من حسين".[3]
كان يجلسه في حضنه المبارك فيشير إليه ويقول: "اللهم إني أُحبه فأَحبه".[4] ولطالما كان يحمله هو وأخاه على كاهله الكريم، والملأ من المسلمين يشهدون.
وهكذا ترعرع الحسين الحبيب في ظل الرسالة وفي كنف الرسول، وتمر الايام والليالي ويصل دور بني أمية وعلى رأسهم معاوية بن ابي سفيان وتُدبَّر المؤامرات فيستشهد الامام علي ومن بعده الامام الحسن عليهما السلام.
ويقضي الامام الحسين عليه السلام حياته في ظروف لم تكن بالتي تجيز له المقاومة المسلحة ضد العدوان الأموي الأرعن؛ لأن معاوية كان يعالج الأمر بالمكر والخدعة، ويخدّر أعصاب الأمة بالأموال الطائلة من ثروة الدولة، وهناك شيء كان يسميه بجنود العسل، ويقصد به الغدر بحياة الشخصيات عن طريق السم يديفه في مطعمه أو مشربه، كما فعل ذلك بالإمام الحسن عليه السلام بواسطة زوجته الغادرة، وكان يستعمله دائماً ضدّ أولئك العظماء الذين لا يخضعون لسلطان المال والمنصب.
إما إذا استعصى عليه الإغراء بالمال فيأتي دور القوَّة التي كان يستعملها بدون رحمة، وبهذه الوسيلة قضى على الصحابي الكبير حِجْر بن عدي، حيث استدعاه وأصحابه إلى الشام، وقبل أن يصلوا إلى العاصمة أرسل سرية من شرطته فقتلت بعضهم ودفنت بعضهم أحياءً بغير جرم إلاّ أنهم كانوا أصحاب عليٍّ عليه السلام وقواد جيشه.
المصادر
[1] . بحار الانوار، ج10 ص
[2] . بحار الأنوار، ج ٤٣ ،ص ٢٦٣.
[3] . سنن الترمذي، ج 5، ص 658 ت شاكر.
[4] . بحار الأنوار، ج ٤٣ ،ص ٢٩٤.