الإمامة عند أهل السنة

الإمامة بامر من الله ورسوله: كثيراً ما يلتجئ أهل السنة الى التأويل في حالات خاصة سواء في الحديث أو في سيرة وأفعال الصحابة، حتى لا يتوجه الطعن الى الصحابة بأفعال يستكشف منها الارتداد.

وذلك أن من الآيات التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرته بتبليغ إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قوله تعالى " يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته"[1]

وكان نزولها بعد حجة الوداع في غدير خم، فتم الاعلام الرسمي عن خليفة رسول الله علي بن ابي طالب، فأخذ البيعة له من عامة المسلمين تجنبا لأي اختلاف قد يقع فيما بعد، ودفعا لما قد يقوم به المنافقون من اغراضهم الخطيرة ضد الاسلام للفراغ الحاصل برحيل النبي صلى الله عليه وآله.

والآية صريحة الدلالة على أن الرسالة على وشك الانتهاء، وفيها إشعار أن الرسول يخاف تكذيب الناس له، ولكن الله سبحانه قد ضمن له العصمة من الناس فلا داعي للخوف، فكم كُذّبت رسل من قبله ولم يقعدوا عن تبليغ ما أمروا به، لذا فقد عقد النبي صلى الله عليه وآله أكبر مؤتمر بين الأديان، بحشد آلاف من الصحابة في "خم" وقد أخرج كثير من علماء اهل السنة نزول آية البلاغ في غدير خم في شأن تنصيب الامام علي عليه السلام، منهم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي بسند عن ابي سعيد الخدري على ما رواه السيوطي[2] والشوكاني.[3]

وبعد تنصيب الامام علي عليه السلام عَلَماً وهاديا لما بعده نزل قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا"[4]

الإمامة وعدم صحة الاستدلال بفعل الخليفتين

وهنا يظهر فساد استدلال أهل السنة في موضوع الامامة، بما قام به ابو بكر وعمر من ترك جنازة رسول الله صلى الله عليه وآله على الارض، والذهاب الى سقيفة بني ساعدة، بأن ما قاما به دليل على أهمية الإمامة ،[5] مع أن الإمامة قد انعقدت في غدير خم بأمر من الله ورسوله، فلماذا لم يلتزموا بذلك اذا كانت الإمامة مهمة عندهم؟ ولماذا لم يطلبوا الدليل من قول الله ورسوله اذا كانوا بصدد طلب الدليل وقد قال تعالى " يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله ورسوله اذا دعاكم لما يحييكم"[6]

المصادر

[1] . سورة المائدة، الآية 67.

[2] . الدر المنثور، ج2، ص298.

[3] . فتح القدير، ج2، ص60.

[4] . سورة المائدة، الآية 3.

[5] . شرح المقاصد، ج5، ص235.

[6] . سور الانفال، الآية 24.