موقف الإمام السجاد من الحُكّام الظلمة

كان موقف الامام السجاد عليه السلام هو الحذر من الحُكام الظالمين والصلابة تجاههم، وكان في بعض الاحيان يسدي النصيحة لهم.

كان عبد الملك بن مروان أكثر الملوك احتكاكا بالامام السجاد عليه السلام لمدة عشرين سنة، وقد اتبع من الامام أساليب ملتوية خلال هذه الفترة، منها الترهيب والتضييق، فإن لم ينفع يلتجئ الى الترغيب بالمال وارجاع حقوق أهل البيت عليهم السلام، ظنا منه أن يستميل الامام السجاد الى جانبه.

كان الامام السجاد عليه السلام يجهر بالحق علانية أمام أولئك الملوك فيظهر أخطائهم ويبين لهم عاقبتهم المزرية يوم القيامة، فلم يجاملهم ولم يتقرب اليهم. لكن اذا طلب احدهم منه النصيحة فانه عليه السلام لم يتوانى في تقديم المشورة والنصيحة اليه، وهذه هي سيرة أهل البيت عليهم السلام، فقد كان الامام علي عليه السلام يقدم المشورة للخليفتين مع غصبهم لحقه.

فقد علّم الامام عبد الملك بن مروان طريقة الرد على ملك الروم لما هدده بالغزو،  وأن يكتب في جوابه : "إن لله لوحاً محفوظاً يلحظه في كل يوم ثلاثماية لحظة، ليس منها لحظة إلا يحيي فيها ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وإني لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج هذا إلا من كلام النبوة"[1]

السجاد والتوسل بالدعاء

كان الامام السجاد يستخدم الدعاء لدفع كيد الظالمين ورد ظلمهم، ولما بلغه توجه مسرف بن عقبة الى المدينة، لا يريد غير الامام السجاد عليه السلام، رفع يديه الى السماء وقال: "رب كم من نعمة أنعمت بها علي قلّ عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، وقل عند بلائه صبري فلم يخذلني، صل على محمد وآل محمد وادفع عني شره فإني أذرأ بك في نحره وأستعيذ بك من شره".[2]

فلما واجه الامامَ السجاد قرّبه وأكرمه، وحباه ووصله. وقال له: أوصاني أمير المؤمنين ببرك وتمييزك من غيرك، ثم قال له: انصرف إلى أهلك فإني أرى أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيتك إلينا"

المصادر:

[1] . بحار الانوار، ج46، ص133.

[2] . كشف الغمة، ج2، ص88.