المراد من لزوم الجماعة

وردت أحاديث عدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله يحث فيها على لزوم الجماعة كقوله "يد الله مع الجماعة"[1]،وكقوله «سيكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة، أو يريد أن يفرق بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرهم جميع، فاقتلوه كائنا من كان، فإن ‌يد ‌الله ‌مع الجماعة»[2] وكلامه صلى الله عليه وآله يتوافق مع القرآن حيث يحث على الوحدة وعدم التفرق فقال تعالى "وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا"[3]

الا أن القوم خلطوا ذلك بطاعة الامير الظالم، ورووا مثل" «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس يخرج عن السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية» وفي لفظ: " «أنه من ‌فارق ‌الجماعة شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية» " فجعل المحذور هو الخروج عن السلطان ومفارقة الجماعة.[4]

نلاحظ أن طاعة الأمير اختلطت مع وحدة الأمة! فطاعة الغالب هي تعبير عن الولاء لوحدة الأمة ومعصية الغالب هي رمز الخروج على وحدة الأمة!

معنى الجماعة

ولا يخفى أن معنى الجماعة هو الاقتداء بالامام المنصوب من قبل الله تعالى الذي يمتنع خطؤه في جميع أفعاله وأقواله وتقاريره، وإنما سُمّيت بذلك لأجتماع الناس على مقصد واحد وإنْ قلّ عددهم كما هو في صلاة الجماعة، فإن قلة المأمومين لا يقدح في الجماعة، وقد جاء في الأخبار أنه سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن جماعة أمته، فقال: جماعة أمتي أهل الحق وإن قلّوا" وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله" من كان على الحق و إن كانوا عشرة"[5]

فالجماعة طاعة الإمام الحق الذي هو صالح للإمامة، فهو يصون من اقتدى به عن الوقوع في الخطأ والهلكة، وعليه فإمام الحق واجب الاتباع شرعا، لأن الشارع أمر بالاقتداء بمن نصبه إماما وهاديا للناس،وهم أهل بيته عليهم السلام،  فقال رسول الله صلى الله عليه وآله " لا تتقدّموهم فتهلكوا ، ولا تتخلّفوا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم "[6]

المصادر

[1] . سنن الترمذي، ج 4،ص 466 ت شاكر.

[2] . صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع، ج 2،ص 320.

[3] . سورة آل عمران، الآية103.

[4] . منهاج السنة النبوية،ج 1،ص 556.

[5] . معاني الاخبار، ص154.

[6] . المعجم الكبير، ج5، ص167.