طلعت شمس مدرسة الإسلام المشرقة بمكة المكرمة وبدأت في نشر نور العلم، وقد كرس الرسول الكريم صلى الله عليه وآله نفسه من أول خطوة بتوجيه الأفكار. ورفع مستوى المعرفة لدى المجتمع، فكانت رسالته رسالة العلم والتعليم.

كان رسول الله صلى الله عليه وآله يؤدي واجبه في المسجد الحرام بنشر المعرفة وتوعية الناس، قال تعالى: هُوَ الَّذی بَعَثَ فِی الاْمّیینَ رَسُولاً مِنْهُمْ یتْلُوا عَلَیهِمْ آیاتِهِ وَ یزَکّیهِمْ وَ یعَلِّمَهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَۀ وَ انْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفی ضَلال مُبین.[1]

هذه الآية لخصت الغرض من بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله في ثلاث نقاط: تلاوة آيات الله وتزكية وتربية النفوس وتعليم الكتاب والحكمة.

في مكة، بدأ المجال العلمي للإسلام عمله تحت قيادة الرسول الكريم. فكانت معظم التعاليم التي طُرحت وأُلقيت على الناس، هي القضايا الالهية، والتوحيد، وإنكار الشرك، والإيمان بالغيب وعالم الآخرة، والنبوة، وتاريخ الأنبياء، وإذا جاز التعبير يمكن القول أن معظم القضايا التي طُرحتْ كان لها جانب أساسي.

الإسلام ونشر الثقافة

على مدى ثلاثة عشر عامًا، واجهت هذه المدرسة مشاكل وصعوبات وعقبات المشركين والجاهلين وأعداء التقدم والنمو الفكري وإيقاظ الناس، وعلى رغم الاضطهاد والتعذيب الذي لاقاه طلاب هذه المدرسة، كإجبار بعضهم على مغادرة وطنهم والهجرة إلى الحبشة، إلا أنهم واصلوا عملهم بنجاح بالتعلم والتعليم. فقاموا بتهذيب النفوس وتلاوة آيات القرآن، وزرعوا بذرة أعظم حركة فكرية وعلمية للإسلام في أرض القلوب، لذا بدأ الإسلام من المدارس والمساجد، وتأسس بالتربية والتعليم.

كان الرسول الكريم خلال السنوات الثلاث عشرة التي قضاها في مكة المكرمة، يقوم بواجب المعلم الرؤوف الذي على رغم كل العقبات، كان يسعى الى تثقيف طلابه، إنه لم يكن استاذا بسيطا، ولم تكن مدرسته محدودة، إنه أراد أن ينقذ البشرية جمعاء من الجهل، فبنى مدرسته في مكة لتكون عالمية شاملة وأبدية.

كانت نتاج مدرسة مكة المكرمة طلابا وشخصيات مثل علي عليه السلام، وخديجة وأبو ذر والمقداد وعمار وابن مسعود.

وبعد هجرة الرسول إلى المدينة، انتقلت الحوزة العلمية معه وتمركزت في مسجد المدينة،[2] وأصبح المسجد أكبر مركز للتعليم والتعلم. والمعرفة الإسلامية، وصار يناقش فيه القضايا العلمية. بما في ذلك المعتقدات والشؤون السياسية، والمجتمع، والاقتصاد، والعبادة، والأعمال التجارية، والدفاع والجهاد، والأخلاق وغيرها.

المصادر:

[1] . سورة الجمعة، الآية 2.

[2] . فاتحة العلوم، ص19.