دسائس حاكها المأمون للإمام الرضا

كانت تخطيطات المأمون تهدف الى اختبار الإمام الرضا عليه السلام وأنه هل أصبح له طمع بالخلافة،[1] ليعجّل عليه أم لا. فكان يأتي كل مدة إليه تارة يطلب منه أن يولي فلانا، أو أن يعزل فلاناً، أو يقترح عليه أن يصلي بالناس. أو أنه يطلب منه بعد مقتل الفضل أن يساعده في إدارة شؤون الخلافة[2] بحجة أنه يعجز وحده أن يقوم بأعباء الحكم.

يفعل المأمون كل ذلك ليجعله ذريعة للقضاء على الإمام الرضا، بحجة أنه نقض الشرط، وليكون بذلك قد قضى على العلويين جميعاً وإلى الأبد.

لكن الإمام الرضا لعلمه بخطط المأمون، كان يرفض مطالبه بكل عزم وإصرار، ويذّكره بالشروط ويقول له: " إن وفيت لي وفيت لك " فيجيبه المأمون: " بل أفي لك " وبهذا كان الإمام قد ضيّع على المأمون ما كان يحسب أنه فرصة مؤاتية له.

ومن خطط المأمون اختبار شعبية الإمام الرضا، ومدى ما يتمتع به من تأييد في الأوساط الشعبية، ليعرف إن كان أصبح عليه السلام يشكل خطراً حقيقياً ليعجل بالقضاء عليه أم لا.

كتم فضائله عليه السلام

ومن خططه كتم فضائل الإمام الرضا عليه السلام، وذلك أن المأمون عندما سأل رجاء بن أبي الضحاك الذي تولي إشخاص الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو، عن حال الرضا عليه السلام في الطريق، فأخبره عما شاهده من عبادته عليه السلام، وزهده وتقواه، وما ظهر له من الدلائل والبراهين، قال له المأمون: بلى يا ابن أبي الضحاك، هذا خير أهل الأرض، وأعلمهم، وأعبدهم، فلا تخبر أحداً بما شهدتَ منه، لئلا يظهر فضله إلا على لساني.

ومن خطط المأمون محاولته ترويج شائعات كاذبة، من شأنها أن تنفر الناس من العلويين، ومن الإمام عليه السلام، فهذا أبو الصلت يسأل الإمام الرضا عليه السلام، فيقول: يا ابن رسول الله، ما شيء يحكيه الناس عنكم؟ قال عليه السلام ما هو؟ قال: يقولون: إنكم تدعون: أن الناس لكم عبيد. قال عليه السلام: يا عبد السلام، إذا كان الناس كلهم عبيدنا - على ما حكوه - فممن نبيعهم؟.[3]

المصادر:

[1] . وهي نفس سياسة عمر بن الخطاب حيث يسأل ابن عباس عن علي عليه السلام: إن كان لا يزال يطمح إلى الخلافة ويأمل فيها أم لا.

[2] . الكافي، ج 8 ، ص 151.

[3] . عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 184.