غارات معاوية على بلاد المسلمين

لقد ارتكب معاوية أفعالا شنيعة ضد المسلمين، فكان يرسل جيوشه، قال سفيان بن عوف الغامدي، دعاني معاوية فقال : إني باعثك في جيش كثيف فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهَيْت[1] فتقطعها، فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم وإلا فامض حتى تغير على الأنبار، فإن لم تجد بها جندا فامض حتى تغير على المدائن ثم أقبل إليّ، واعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار وأهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة، إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترهب قلوبهم ... وخرب كل ما مررت به من القرى واقتل كل من لقيت ممن ليس هو على رأيك، واحرب الأموال،[2] فإنه شبيه بالقتل وهو أوجع للقلوب.[3]

كما دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري وقال له: سر حتى تمر بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه، وإن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليهما، وإذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى، ولا تقيمن لخيل بلغك أنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها، فسرحه فيما بين - ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف جريدة خيل[4] قال:

فأقبل الضحاك يأخذ الأموال ويقتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار خيله على الحاج فأخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة وقتل معه ناسا من أصحابه.[5]

معاوية يرسل بسراً

ايضاً أرسل معاوية بسر بن أرطاة بثلاثة آلاف مقاتل إلى الحجاز واليمن، ففعل بها أفعالا شنيعة، وقتل فيها كثيرا وأغار على همدان باليمن وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملا لعلي بن أبي طالب فهرب عبيد الله فنزلها بسر، وقتل ابني عبيد الله وهما صغيران بين يدي أمهما، وسبى نساء بني همدان فكن أول مسلمات سبين في الإسلام.[6]

ولما بلغ الامام علياً عليه السلام ما صنع بسر باليمن قال عليه السلام: اللهم إن بسرا باع دينه بالدنيا، فاسلبه عقله. فبقي بسر حتى اختلط، فاتخذ له سيفا من خشب يلعب به حتى مات.[7].[8]

المصادر

[1] . بلدة على الفرات فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة.

[2] . حربه = أخذ ماله وتركه بلا شئ.

[3] . الغارات، ج2، ص467.

[4] . الجريدة خيل لا رجالة فيها كالجرد.

[5] . الغارات، ج2، ص421.

[6] . المصدر، ج2، ص914.

[7] . الخرائج والجرائح، ج1، ص201

[8] . مصدر المقال: https://www.adyannet.com/fa/news/40673