من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ولادته في الكعبة المشرّفة وكونه أول من أسلم من المسلمين.
إن اعتراف علماء السنة والمحدثين، بهذه الفضائل. وتواتر الروايات، من أهم النقاط التي وردت في مصادر سنية موثوقة.
وُلد أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة في اليوم الثالث عشر من شهر رجب، واعتبر علماء أهل السنة هذا الحدث الميمون من فضائله المهمة والفريدة من نوعها. فمن الذين ذكروا ذلك الحاكم النيسابوري في مستدركه قال: "فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فی جوف الكعبة."[1]
وذكر سبط ابن الجوزي وهو من المحدثين، ولادته في الكعبة وقال: "كانت تطوف بالبيت وهی حامل أمير المؤمنين فضربها الطلق ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها".[2]
إن ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في الكعبة، هي بالتأكيد علامة على مكانته عند الخالق سبحانه وتعالى، وكونه من المقربين منذ لحظة ولادته.
علماء أهل السنة وحديث أول من أسلم
لكن ما يجب اعتباره وكونه صلة الوصل بين فضائله التي لا تحصى، هو فضيلة كونه أول من أسلم. إن التصديق بهذه الفضيلة ليس خاصاً بالشيعة، بل اعترف بها علماء أهل السنة المشهورون، فهذا الحاكم النيسابوري الذي ألّف كتابه المستدرك على مبنى كتابي البخاري ومسلم، يقول:
عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولكم واردا على الحوض، أولكم إسلاما، علي بن أبي طالب".[3]
وقد صحح الحاكم النيسابوري سند الحديث. كما أن الذهبي سكت عنه في التلخيص، وهو يدل على موافقته له.
كما جمع سائر علماء أهل السنة، الروايات الدالة على ذلك. فهذا الطبراني ينقل: "عن أبي ذر، وعن سلمان قالا: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي رضي الله عنه، فقال: "إن هذا أول من آمن بي، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالم".[4]
ولعل سؤالاً يطرح أنه لماذا يكون أول من أسلم ذا منزلة ومكانة عند الله ويعتبرهذا الوصف فضيلة؟
والجواب يُؤخذ من قوله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ".[5] [6]
المصادر:
[1] . المستدرك على الصحيحين، ج3، ص550، دار الكتب العلمية.
[2] . تذكرة الخواص، ص259، مكتبة الثقافة الدينية.
[3] . المستدرك على الصحيحين للحاكم - ط العلمية، ج 3، ص 147.
[4] . المعجم الكبير للطبراني، ج 6، ص 269.
[5] . سورة التوبة، الآية 100.
[6] . مصدر المقال: https://www.adyannet.com/fa/news/40851