دور الأسرة في الوقاية من الانحرافات (أسباب الانتحار، الاكتئاب)

الانتحار والاكتئاب: العلامة الأكثر شيوعًا والأكثر أهمية، للاستعداد والميل للانتحار هي الاكتئاب. والاكتئاب الشديد، يعني حالة طويلة من الحزن لا تسمح للفكر بالتحرك، وتخلق حياة خالية من الترفيه والمتعة والسلام للشخص. وفي مثل هذه الحالة يفكر الإنسان في سلبيات الحياة والمشاكل والموت، ويعدّ نفسه من أكثر الناس يأساً وعديم القيمة في المجتمع. وقد يشعر الجميع تقريبًا بالاكتئاب من وقت لآخر، وفي بعض الأحيان، يكون رد الفعل البشري الطبيعي الوحيد لضغوط الحياة، هو الشعور بالحزن والاكتئاب. إن عدم النجاح في التعليم أو العمل، أو فقدان شخص عزيز، وما إلى ذلك، من بين المواقف التي غالبًا ما تسبب الاكتئاب.

ويعد الاكتئاب مؤلمًا ومؤثراً، إذا كان أثقل، أو أطول مما يمكن توقعه بشكل معقول من تلك الحادثة. والسمات الرئيسة للاكتئاب هي اليأس والحزن. في هذا الوقت، يشعر الشخص بالركود الشديد ولا يستطيع اتخاذ قرار، أو بدء نشاط أو الاهتمام بشيء ما. وينغمس المكتئب بعمق في الشعور بالنقص وعدم الكفاية، ويبدأ أحيانًا في البكاء وربما يفكر في الانتحار.

ويشير أحد الأطباء النفس، إلى أن معظم حالات الانتحار يبدو أن سببها هو شعور الشخص المكتئب بأن الحياة لا تُطاق، لدرجة أن الموت هو السبيل الوحيد للهروب من آلام الحياة الشديدة والمرض العضال، والخسارة المالية وغيرها من المضايقات.

يشعر الإنسان بالعجز واليأس، والصراعات المزدوجة بين الحياة والضغوط التي لا تنتهي، واستحالة التغيير في الاتجاه الإيجابي. هذه المواقف والمشاعر والمخاوف هي علامات الانزعاج، والخطوة التالية لهؤلاء الأشخاص هي ارتكاب الانتحار والموت المتعمد.

إنّ لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، متطلبات وعوامل خلفية، غزتْ نفسيّة ذلك الشخص على مدى سنوات عدة، وظهرت لدى الشخص على شكل اكتئاب. ومن بين هذه الخلفيات يمكن أن نذكر قضايا مثل: البطالة، الفقر، الإدمان، الاضطرابات الأسرية، أزمة البلوغ عند المراهقين، أزمة الهوية عند الشباب، الفشل الأكاديمي، وغيرها.[1]

الظروف الاقتصادية و الانتحار

ويكثر عدد حالات الانتحار بين المجرمين الاقتصاديين والعاطلين من العمل، بدليل أن تحسن الأوضاع الاقتصادية يدل على انخفاض حالة الانتحار. وأيضاً الاتجاه العالمي في خفض معدل الانتحار بين كبار السن، يعود إلى تطبيق الضمان الاجتماعي الخاص بهم.

وبطبيعة الحال، لا يمكن أن تكون البطالة وحدها عاملاً للانتحار، إلا إذا اقترنت بالضغوط العائلية (الزوجة، الأسرة) وجروح ألسنتهم وتوقعات غير ضرورية وغير معقولة. والحرمان من كل شيئ، واستهزاء أفراد الطبقة الاجتماعية الجديدة منهم، هي من العوامل الفعالة في الميل إلى الانتحار.[2]

المصادر:

[1] . مقالات اولین همایش ملی آسیب‌های اجتماعی در ایران، خودکشی، ج 4، ص 146.

[2] . علل و عوامل بروز آسیب‌های اجتماعی و راه‌کارهای مقابله با آن، مجید ابهری، ص 165.