التخلق بخلق الصديق وسرقة طبائع المنحرفين، واقع لا محالة ويلعب دوراً أساسيّاً في ميل الإنسان إلى السرقة بسبب تلك المخالطة وقد حذرت الشريعة من ذلك.
السرقة وصديق السوء: إن السبب المباشر الأول والأهم للسرقة، هو العَلاقة بشخص أو مجموعة من المجرمين والمنحرفين، مما يجعل الإنسان ينحرف ويصبح لصاً.
يقول الشاعر:
وصاحب أخا ثقة تحظى بصحبته* فالطبع مكتسب من كل مصحوب
كالريح أخذة مما تمر به * نتناً من النتن أو طيباً من الطيب
السرقة وسلوك المنحرف
إن السلوك المنحرف، كغيره من السلوكيات الاجتماعية، يحصل بواسطة التواصل الاجتماعي مع الآخرين، أعني الأصدقاء المنحرفين وعديمي الضمير، ومن هنا فإن وجود أصدقاء معدومي الضمير وتأثير التنشئة الاجتماعية معهم، يلعب دوراً أساسياً في ميل الإنسان نحو السرقة؛ ولذا نجد قادة الإسلام وتعاليم الشريعة، تحذرنا من الاتصال ومخالطة الأشخاص المنحرفين والمجرمين وأصدقاء السوء، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "المرء على دين خليله"[1]وقال الإمام علي عليه السلام: "مُجالَسَةُ أهلِ الهَوى مَنساةٌ للإيمانِ و مَحضَرَةٌ للشَّيطانِ".[2]
إن الصداقة والصحبة مع المنحرفين، إن لم يكن لها تأثير سلبي على الإنسان، على الأقل تؤدي إلى اتهامه وسوء سمعته، ولهذا يقول الإمام الصادق عليه السلام: "لا تَصْحَبُوا اَهْلَ الْبدَع وَلا تُجالسُوهُم فَتَصیروا عنْدَ النَّاس کَواحدٍ منهُم".[3]
إنه بنفس الطريقة التي يتم بها خلق التوافق مع الأعراف والقيم المقبولة في المجتمع بسبب التواصل مع الأشخاص والأصدقاء الصالحين والمناسبين، ويصبح الناس ملتزمين ومؤمنين بالقيم الدينية والثقافية بالمعاشرة مع مجموعاتهم والأصدقاء، كذلك الأشخاص الذين يتواصلون مع الأصدقاء الجامحين ومخالفي الأعراف، تراهم يميلون إلى الخطيئة وارتكاب الانتهاكات والجرائم.[4]
ولذلك، عندما لا يكون للوالدين أي سيطرة وإشراف ومعرفة بصديق ابنهم المراهق، فإنه قد يختار أشخاصاً كأصدقاء يتعارضون مع القيم والتقاليد الثقافية للمجتمع. وفي هذه الحالة، لن يكون لسلوك ابنهم عواقب إيجابية. لأن الصديق اللص، يجر ويستدرج المراهق إلى السرقة، وبهذه البساطة وقليل من الإهمال من قِبَل الأهل والوالدين، وإذا بهم يستيقظون فيرون ابنهم المراهق قد وقع في قبضة القانون بتهمة النشل والسرقة.
المصادر:
[1] . أصول الكافي، الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني، ج ٢، ص ٦٤٢.
[2] . ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج ١، ص403.
[3] . بحار الأنوار، العلامة محمد باقر المجلسي، ج ٧١، ص ٢٠١.
[4] . مجله معرفت، شماره 91، ص 41.