يوم القدس العالمي مهم جدّا، لأنه يقوّي الثقة في نفوس الفلسطينيين ويقوي عزيمتهم على الاستقامة في وجه الصهاينة، ويعطيهم الأمل في تحقق الحرية والخلاص من كيد الظالمين.
يوم القدس هو رمز الاصطفاف بين الحق والباطل
كم حاول أعداء الشعوب الإسلامية، إضعاف يوم القدس الذي يعد رمزا للاصطفاف بين الحق والباطل. يوم القدس يمثل اصطفاف الحق والباطل، واصطفاف الحق ضد الظلم. يوم القدس ليس يوم فلسطين فقط؛ إنه يوم الأمة الإسلامية. إنه يوم صرخة المسلمين ضد سرطان الصهيونية القاتل الذي أصاب حياة الأمة الإسلامية بأيدي الغزاة والمتطفلين والمستكبرين. يوم القدس هو يوم عالمي. ويحمل رسالة عالمية، فيها بيان أن الأمة الإسلامية لا تقع تحت وطأة الظلم، حتى لو كان هذا الظلم يحظى بدعم أكبر وأقوى حكومات العالم. وكم حاولوا إضعاف يوم القدس العالمي في هذا العام أكثر من أي وقت مضى. لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.
يد الله مع الجماعة
يقول السيد علي الخامنه إي قائد الثورة السلامية في إيران: أنا واثق بهذه الحركة العامة، وأعتقد أن"يد الله مع الجماعة"فأنا أؤمن أن يد الله هي التي تعمل. ففي ذلك البرد القارس، مع وجود المشكلات، يخرج الناس يتظاهرون في هذا اليوم المقدس، أو في ذلك الحر الشديد، وهو صائمون؛ من الذي يأتي بالناس إلى الشوارع؟ إنها يد الله. نحن نرى الله تعالى بقلوبنا، ونثق في حركة وشعور الشعوب، ونثق في صدق نيّتهم وبصيرتهم.
يوم القدس يشعر فيه شعب فلسطين أن الأمم تقف خلفه
على المسلمين الاهتمام بيوم القدس العالمي، ولا يهمهم عدم انعكاس هذا الحدث المهم في الإعلانات العالمية، يكفينا ما يشعر به المعتقلون في السجون خلف قضبان الصهاينة، إنهم أخبرونا أنهم يشعرون بالقوة من هتافات الشعوب في يوم القدس العالمي، وحضورهم في الشوارع دفاعاً عن فلسطين.
إن من يقف خلف أسوار السجن في فلسطين، يجب ألا يشعر بالوحدة، لكي يستطيع أن يقاوم. إن هؤلاء الرجال والنساء الذين يتعرضون لاعتداءات الصهاينة في شوارع القدس وقطاع غزة ومدن فلسطين المحتلة الأخرى، يجب أن يشعروا بأن الشعوب خلفهم، حتى يتمكنوا من المقاومة.
ومما قال السيد القائد أيضاً بهذه المناسبة: هذه المظاهرة التي تحدث في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في العالم الإسلامي ذات قيمة كبيرة.
إن هذه المحافل الحقوقية، التي تخدم دائما أو في كثير من الأحيان أهداف المستكبرين، عليها أن تعمل لصالح الشعوب المظلومة ولو مرة واحدة، وخلافا لرغبات المؤسسات المستكبرة، ويجعلوا الرأي العام في العالم ينتبه لنفسه، ويدين الطاغية والمعتدي، ويدعم الشعب الفلسطيني المظلوم. وإذا تم تنفيذ هذه الضغوط على الكيان الصهيوني، فإن التخطيط بشأن فلسطين سيكون عملياً وسيضطر المعتدي إلى الانصياع له.
إن الحكومات العربية والحكومات الإسلامية والأمم الإسلامية والمحافل الدولية إذا نشطت على هذا النحو، فسيكون هذا العمل عملياً. ومن يقصّر في هذا المجال، فهو بالتأكيد مسؤول أمام الأمم، والتاريخ، وأمام الله عز وجل، وكلنا يجب علينا السعي في هذا المجال.[1]
المصدر:
[1] . منبع المقال: B2n.ir/p31850