ماالفائدة في وجود الإمام الغائب؟

لقد وردت أحاديث متعدّدة تذکّر فوائد وجود الإمام الغائب (عليه السلام) ووجه الانتفاع به، وفيما يلي نذکر بعضها: عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه سأل النبي (صلی الله عليه وآله وسلم): هل ينتفع الشيعة بالقائم (عليه السلام) في غيبته؟
فقال (صلی الله عليه وآله وسلم):« إي والذي بعثني بالنبوة! إنّهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته، کانتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها السحاب». [1]
فالشمس أمان للمجوعة الشمسية من الفناء والزوال، وفيها فائدة عظيمة للإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء والجماد. ومن الواضح: أنّ السحاب لا يغيّر شيئاً من تأثير الشمس وفوائدها، وإنّما يحجب الشمس عن الرؤية- في المنطقة الّتي يخيّم السحاب- فقط.
فالإمام المهديّ (عليه السلام) الّذي شبّه بالشمس وراء السحاب، هو الّذي بوجوده يتنعّم البشر، وهو أمان لأهل الأرض؛ لأنّ الأرض لا تخلو من الحجّة، ولو خلت لساخت بأهلها، و ورد هذا المعنی في رسالة الإمام المهديّ (عليه السلام) إلی إسحاق بن يعقوب: «... و إنّي لأمان لأهل الأرض کما أنّ النجوم أمان لأهل السماء....». [2]
وبلإضافة إلی هذا؛ فأنّ إمام العصر (أرواحنا فداه) يحضر في مواسم الحجّ کل عام، ويتردّد علی المجالس والمحافل، وما أکثر المشاکل الّتي يحلّها بواسطة، أو من دون واسطة، لبعض المؤمنين، ولعلّ الناس لا يرونه ولا يعرفونه ولکنّ الإمام (عليه السلام) يراهم ويعرفهم، وقد ظفر کثير من الناس بلقائه خلال الغيبة الصغری والکبری، و رأوا کثيراً من معاجزه وکراماته، وحُلّت علی يديه مشاکل عدد من المؤمنين.
فکم من مسألة في الأصول والفروع قد أجاب عنها، ومشکلة في الدين أو الدنيا قد أنقذ منها، وکم من مريض قد شفاه، ومضطرّ قد نجّاه، ومنقطع قد هداه، وعطشان قد سقاه، وعاجز قد أخذه بيده؛ وذلك بلطف الله تعالی واستجابة لدعواته وتوسّلاته المبارکة بحق هؤلاء وأمثالهم، فکيف جاز أن يقول القائل: کيف ينتفع بالإمام الغائب؟! هذا والإمام يرعی شيعته، ويمدّهم بدعائه الّذي لا يحجب، وقد أعلن ذلك في إحدی رسائله للشيخ المفيد، فقد قال (عليه السلام) :«أنّا غير مهملين لمراعاتکم، ولا ناسين لذکرکم، ولولا ذلك لنزل بکم اللأواء، واصطلمکم الأعداء...». [3]

المصادر:
1- کمال الدين، ج1، ص253.
2- کمال الدين، ج2، ص485- الغيبة للطوسي، ص177.
3- الاحتجاج للطوسي، ج2، ص598.