الملخص:يشهد لدلالة هذا التعبير في حدیث الغدير (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) على نصب الرسول صلى الله عليه وآله علياً خليفة من بعده، سلسلة من الشواهد المتصلة بالحادثة مثل: وقوع الحادثة في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وتهنئة بعض الصحابة بالفاظ تبين النصب والتعيين له عليه السلام وايضا اختتام الرسول لكلامه بالدعاء: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فإن هذا الدعاء بمثابة الدعوة إلى دعم دولة الإمام وتأييدها و البراءة من خصومها والمخالف لها و... فان هذه الشواهد وغيرها مما تشبها، كلها تدل على أن الرسول (صلى الله عليه واله) اراد أن ينصب عليا عليه السلام اماما للأومة السلامية.
إن الشواهد المتصلة بحادثة عيد الغدير مثل: 1ـ وقوع الحادثة في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله، وفي بعض نصوص الغدير كالنص الذي رواه حذيفة بن أُسيد و زيد بن أرقم ،أن الرسول بدأ كلامه بنعي نفسه وأنه قال: وإني لأظن يوشك أن أُدعى فأُجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون...الخ[1]. 2ـ تهنئة عمر بن الخطاب للإمام، فإن هذه التهنئة تتناسب مع النصب والتعيين ، كما هو واضح. 3ـ استشهاد النبي للمؤمنين على أنفسهم بأنه أولى بهم من أنفسهم، فإن هذا الاستشهاد يتناسب مع النصب والتعيين. 4ـ اختتام الرسول لكلامه بالدعاء: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فإن هذا الدعاء بمثابة الدعوة إلى دعم دولة الإمام و تأييدها والبراءة من خصومها والمخالف لها. 5ـ قيام النبي صلى الله عليه وآله بهذا العمل استجابة لنداء رباني سابق، هو قوله تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما اُنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)وغيرها تشهد لدلالة هذا التعبير (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) على نصب الرسول صلى الله عليه وآله علياً خليفة من بعده [2].
فإن هذا النداء و ما فيه من الشدة والتحريض والتهديد للنبي من جانب (بلغ...وان لم تفعل فما بلغت رسالته... ان الله لا يهدي القوم الكافرين)، وطمأنته من جانب آخر (والله يعصمك من الناس) كل ذلك يتناسب مع أمر عظيم يتعلق بمصير الرسالة ومستقبل الأُمة،و هو أمر الإمامة والولاية.و قد ذكرت عشرات المصادر السنية نزول هذه الآية في قضية الغدير،منها التفسير الكبير للفخر الرازي[3]، و روح المعاني للآلوسي[4].وتفسيرالمنار[5].
6ـ نزول آية: ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً)[6] بعد انتها مراسم التنصيب في غدير خم، فإن هذا البيان يتناسب مع أمر عظيم،لأن الدين لا يكمل والنعمة لا تتم بالأمر اليسير،وإنما يتحقق ذلك بأمر عظيم، كالإمامة والولاية.و قد ذكرت مصادر أهل السنة نزول هذه الآية بسبب قضية الغدير، منها روح المعاني للآلوسي[7]، وجلال الدين السيوطي في تفسيره[8].
فإن هذه الشواهد بمجموعها، والنص بصراحته وقوة دلالته تثبت بوضوح أن حديث الغدير جاء لحسم أمر عظيم له علاقة بمصير الرسالة و مستقبل الأُمة، هو أمر الإمامة والولاية والخلافة[9].
[1] ـ المعجم الكبيرللطبراني:3/180ح3052،وانظر كذلك الصواعق المحرقة:149ـ 150و228،باختلاف يسير،خصائص أميرالمؤمنين للنسائي:118،تحقيق السيدجعفر الحسيني، مجمع الزوائد:9/164.
[2] ـ المائدة:67.
[3] ـ تفسير الكبير:12/49.
[4] ـ روح المعاني للآلوسي:2/348.
[5] ـ تفسير المنار:6/463.
[6] ـ المائدة:3.
[7] ـ روح المعاني:6/61.
[8] ـ الدر المنثور:2/528،ط محققة.
[9] ـ المصدرالأصلي:مرجعية أهل البيت عليهم السلام الشاملة لعبدالكريم آل نجف : ص 96ـ 98،تحقيق والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام.