تبرير جرائم الصحابة، القسم الاول

07:09 - 2022/03/29

-لقد سعى الفكر المخالف لتبرير مخالفات الصحابة الى وضع قواعد رتبوها طبق مقاصدهم، من دون استناد الى دليل شرعي.

تبرير جرائم الصحابة، القسم الاول

قد يكون من بين من يراد تبرير جرائمه وموبقاته ، من كان حين وفاة النبي « صلى الله عليه وآله » صغيراً جداً ، أو لم ير النبي « صلى الله عليه وآله »

 سوى مرة واحدة ، في ساعة من نهار ، وبصورة عابرة ، فجاءت المعالجة من قبل من يهمهم أمر هؤلاء ؛ فقررت : أن الصحابي هو كل من صحب النبي « صلى الله عليه وآله » سنة أو شهراً ، أو يوماً ، أو ساعة ، أو رآه [1] . وعدوا من الصحابة صبياناً وأطفالاً رأوا النبي « صلى الله عليه وآله » يوم الفتح ، وفي حجة الوداع ، وغيرهما[2] .

صحابية المرتد :

وحين يجدون أن بعض من يعز عليهم من الصحابة يرتد عن الدين ، ويحارب النبي « صلى الله عليه وآله » ، ثم يعود فيظهر الإسلام ، كطليحة بن خويلد ، وبعضهم ارتد ، وأهدر النبي « صلى الله عليه وآله » دمه ، كما هو الحال بالنسبة لعبد الله بن سعد بن أبي سرح .

وكذا الحال بالنسبة للأشعث بن قيس الذي ارتد عن الإسلام ، ثم لما أسر ، وأظهر التوبة في عهد أبي بكر أطلقه الخليفة ، وزوجه أخته في نفس الساعة [3] .

إنهم حين يجدون ذلك ، يبادرون إلى ادعاء : أن الصحابي إذا ارتد ذهبت صحابيته ، فإذا عاد إلى الإسلام عادت إليه صحابيته ، من دون حاجة إلى أن يرى النبي « صلى الله عليه وآله » من جديد[4] ، أي وتعود إليه عدالته أيضاً ! !

السكوت عما شجر بين الصحابة :

لقد كان ولا يزال الجهر بما فعله بعض الصحابة محرجاً ، بل مخجلاً لمن يعتقدون لزوم موالاتهم ، والارتباط بهم ، ويوجب سلب ثقة الناس بأناس يراد لهم أن يثقوا بهم ، بل يراد لهم أن يقدسوهم . ولو فرض أنه يمكن إسكات بعض العوام ، بواسطة إطلاق بعض الشعارات البراقة والرنانة ، أو بواسطة بعض الفتاوى المختلقة ، أو بشيء من الترغيب أو الترهيب ، فإن ذلك لا يتيسر بالنسبة لجميع الناس ، فلا بد من اعتماد أسلوب آخر للخروج من المأزق .

 فقالوا عن الصحابة : « الواجب علينا أن نكف عن ذكرهم إلا بخير »[5] . وقد أخذوا على أبي عمر بن عبد البر : أنه قد شان كتابه « الاستيعاب » بذكر ما شجر بين الصحابة[6] .

 من ينتقد الصحابة زنديق :

وحيث لم ينفع الأمر بالسكوت عما شجر بين الصحابة ، فقد لجأوا إلى أسلوب آخر للخروج من المأزق . وهو اتهام من ينتقد الصحابة بالزندقة ، والخروج من الدين ، والإلحاد . قال أبو زرعة : « إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول « صلى الله عليه وآله » عندنا حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق . وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » .

 وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ، ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى . وهم زنادقة »[7] . وقال السرخسي : « من طعن فيهم فهو ملحد ، منابذ للإسلام ، دواؤه السيف ، إن لم يتب »[8] .

ومن الواضح : أن حملة الإسلام وتعاليمه إلى الأمم ليسوا هم الوليد بن عقبة ولا مروان بن الحكم ، ولا ابن أبي سرح ونظراؤهم ، وإنما هم علي « عليه السلام » وأهل البيت « عليهم السلام » وأبو ذر وسلمان وابن مسعود ، وأبي بن كعب ونظراؤهم من أعلام الأمة وعلمائها . وما كلام أبي زرعة وغيره هنا إلا مغالطة ظاهرة ، لا تسمن ولا تغني من جوع .

المصادر:

[1] - الكتابة في علم الرواية ص 51

[2] - الباعث الحثيث ص 184

[3] - الإصابة ج 1 ص 51.

[4] - فواتح الرحموت ج 1 وسلم الوصول ج 3 ص 180 .

[5] - السنة قبل التدوين ص 397 عن المنهج الحديث في علوم الحديث ص 62 عن شرح مسلم الثبوت .

[6] - الباعث الحثيث ص 179

[7] - الكفاية في علم الرواية ص 49

[8] - أصول السرخي ج 2 ص 134.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
13 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.