المتآمرون على النبي في أمر الإمامة

07:41 - 2023/07/06

-كان النبي صلى الله عليه وآله على معرفة تامة بنوايا المتآمرين من قومه قريش تجاه أهل بيته عموماً، وأمير المؤمنين علي عليه السلام بصورة خاصة.

تأخر النبي صلى الله عليه وآله عن ما أنزل إليه في شأن الإمامة والولاية، بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش التي كانت لا تتورع عن اتهام شخص الرسول صلى الله عليه وآله، وتطعن في نزاهته، وفي خلوص عمله ونيته.

فقريش هي الرائد في هذا الاتجاه، وهي التي تتصدى وتتحدى، فعن ابن عباس أنّه صلى الله عليه وآله قال في غدير خم:" إن الله أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد .. "[1]

أيضا عن ابن عباس، وجابر الأنصاري قالا: أمر الله تعالى محمداً صلى الله عليه وآله : أن ينصب علياً للناس ، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي صلى الله عليه وآله أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله :" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ..".[2]

صلى الله عليه وآله

يتخوف صلى الله عليه وآله من أن يرجعوا الى الجاهلية

ويقول نص آخر إنه لما أمر صلى الله عليه وآله بنصب علي عليه السلام، خشي رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه، وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية، لِما عرف من عداوتهم ولِما تنطوي عليه أنفسهم لعلي عليه السلام من العدواة والبغضاء، وسأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس.

ثم تذكر الرواية: أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف، فجاءه جبرائيل فأمره بذلك مرة أخرى، ولم يأته بالعصمة، ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم - وهو موضع بين مكة والمدينة - وأمره بذلك، ولكنه لم يأته بالعصمة.

ثم لما بلغ غدير خم جاءه بالعصمة، فخطب صلى الله عليه وآله الناس، فأخبرهم أن جبرائيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى، بنصب علي عليه السلام إماماً ووليّاً للناس.. إلى أن قال: وسألت جبرائيل: ان يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم - أيها الناس - لعلمي بقلة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم " يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ"[3] وكثرة أذاهم لي في غير مرّة حتى سمّوني أُذناً، وزعموا أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي وإقبالي عليه.[4]

هذا قليل من كثير مما يدل على دور المتآمرين من قريش، ومن يدور في فلكها في صرف الأمر عن أمير المؤمنين عليه السلام، وتصميمهم على ذلك، لأسباب وفي مقدمة هذه الأسباب، حرص قريش على الوصول إلى السلطة، وحقدها على علي عليه السلام لما قد وترها في سبيل الله والدين.

المصادر:

[1] . شواهد التنزيل، الحاكم الحسكاني، ج 1، ص 193.

[2] . الدر المنثور، جلال الدين السيوطي، ج 2، ص 193 وص 298 عن أبي الشيخ .

[3] . سورة الفتح، الآية 11.

[4] . مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي، ص 25.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
13 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.