الإمام الباقر والعرفان

يصف ابن حجر الهيتمي شخصية الإمام الباقر عليه السلام ويقول: أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبئاتها ومكامنها فكذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية السريرة ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه وعمرت أوقاته بطاعة الله وله من الرسوخ في مقامات العارفين ما تكل عنه ألسنة الواصفين وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة.[1]

الإمام الباقر وقوم من الجن

ويروي عبد الرحمن الجامي في كتابه شواهد النبوة عن سعد الإسكاف قوله: أتيت أبا جعفر عليه السلام أريد الإذن عليه فإذا رواحل على الباب مصفوفة، وإذا أصوات قد ارتفعت، فخرجتْ عليّ قوم معتمون بالعمائم يشبهون الزط.[2]

قال: فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك يا بن رسول الله أبطأ إذنك اليوم؟ وقد رأيت قوما خرجوا عليّ معتمين بالعمائم فأنكرتهم، فقال: أو تدري من أولئك يا سعد؟ قال: قلت: لا، قال: إخوانك من الجن يأتوننا يسألوننا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم.[3]

الكوثر والنسل الدائم

يقول الفخر الرازي – بعد ذكر الآراء في معنى الكوثر -: والقول الثالث: ‌الكوثر أولاده قالوا: لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت، ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم.[4]

الإمام الباقر وارث رسول الله وجميع الأنبياء عليهم السلام

عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله – الإمام الباقر- وأبي جعفر عليهما السلام فقلت لهما: أنتما ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نعم، قلت: فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وارث الأنبياء علم كلما علموا؟ فقال لي: نعم، فقلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى؟ وتبرؤا الأكمه والأبرص؟ فقال لي: نعم بإذن الله.[5]

المصادر:

[1] . الصواعق المحرقة، ابن حجر ، ج 2، ص 585.

[2] . الزط: جنس من السودان. ويقال: أنكره: إذا جهله.

[3] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي ج60 ص104.

[4] . تفسير الرازي = فخر الدين،، ج 32، ص 313.

[5] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ٤٦، ص ٢٣٧.