حقوق الرجل والمراة في الإسلام

18:43 - 2023/11/06

-لقد تعاطى القرآن الكريم مع الرجال والنساء من حيث القيم والهوية الإنسانية والمشاعر الروحية والكرامة الذاتية وطريق الوصول إلى الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة بخطاب واحد دون تمييز بين الرجل والمرأة، وإنما هناك بعض الخصوصيات في الرجل تجعل خطاب الشارع مختلفا.

حقوق الرجل والمراة في الإسلام

إن تناول موضوع حقوق الرجل والمرأة في الإسلام يحتاج إلى فهم دقيق لهكذا موضوع من كل جوانبه بعيدا عن الأصوات الشيطانية التي تريد أن تبرز المرأة في صورة الضحية وكونها مهضومة الحقوق في الإسلام وأنه لم يعطها مكانة مساوية لمكانة الرجل. وهذه طبعا فرية كبرى أساسها وهدفها تجريد المرأة من الإعتقاد الكامل بالضوابط الشرعية التي تحفظ لها كرامتها وشرفها بعيدا عن مواطن الفساد والإنحلال الذي يروج له الطرف الآخر باسم المساواة.

الإختلافات الفطرية بين الرجل والمرأة

لايشك كل عاقل وسوي أن الرجل والمرأة مختلفان ومتمايزان بالفطرة، {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}[1] ، فالمرأة تحيض وتحمل وتلد وترضع، والرجل لا يحيض ولا يحمل ولا يلد ولایرضع، والمرأة  تتسم بالليونة والرقة، والرجل يتسم بالخشونة والشدة، إلى غير ذلك من الإختلاف في السلوك والإرادة والتصرف والكسب والأدوار المهنية. وعلى هذا الأساس نقول بأن الشرع المقدس أساسه العدل والتكريم لبني الإنسان رجالا كانوا أو نساء، وأعطى كل رجل وامرأة حقوقه وما يستحقه من غير ظلم أو حيف، وهذه الحقوق جاءت على أساس الإختلاف والفوارق البينة بين الرجل والمرأة كل بحسبها وما ترتبط به، ومن الإنصاف عدم التسوية وعدم المطابقة بين الأشياء المختلفة، وذلك على قدر اختلافها وتمايزها، فإذا ثبت أن المرأة والرجل متطابقان في خلقتهما وخصائصهما ومؤهلاتهما بالتمام والكمال، فيلزم حينئذ التسوية بينهما بالتمام والكمال، والشارع حكيم وعادل لايصدر منه ما يخالف ذلك حتى وإن سولت لنا أنفسنا وأهواؤنا بعقولنا المحدودة أنه ليس كذلك عياذا بالله.

الرجل والمرأة

تصوير عام لحقوق الرجل والمرأة في الإسلام

لقد تعاطى القرآن الكريم مع الرجال والنساء من حيث القيم والهوية الإنسانية والمشاعر الروحية والكرامة الذاتية وطريق الوصول إلى الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة بخطاب واحد دون تمييز بين الرجل والمرأة، وأن الفارق الأساس بین الرجل والمرأة هوالتقوی ، فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ‌ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَ‌فُوا إِنَّ أَكْرَ‌مَكُمْ عِندَاللَّـهِ أَتْقَاكُمْ}[2] ، وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّ‌مْنَا بَنِي آدَمَ}[3]  ، وقال أيضا: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَ‌هُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [4] ، وقال عز وجل:{وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْ‌زَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ}[5] .

أما الموارد التي رجح فيها القرآن الكريم الرجال على النساء کما فی قوله عزوجل: {الرِّ‌جَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ}[6] ، فإن هذا الترجيح يعود - كما أشرنا سلفا – إلى الفارق البدني والنفسي والروحي الموجود بین الرجل والمرأة، هو الذي جعل أن یکون لکل من الرجل والمرأة وظیفة محددة ومعینة في شئون الأسرة والمجتمع، فلو انعکست القضیة، واستبدل الرجل بوظائف المرأة وبالعکس، أو تساویا في ما بینهما في جمیع الوظائف والأعمال، کان هذا خلافاً للفطرة والعدالة الاجتماعیة، فتأمل.

هذا ما كان وإلا فإن الموضوع عميق ودقيق جدا ولايمكن الإحاطة به من كل الجوانب في هذه المساحة المحدودة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

[1] سورة آل عمران، الآية 36.

[2] سورة الحجرات، الآية 13.

[3] سورة الاسراء، الآية 70.

[4] سورة النحل، الآية 97.

[5] سورة غافر، الآية 40.

[6] سورة النساء، الآية 34.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
12 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.