الإمام الحسن في ميزان النبوة

الإمام الحسن :اشترك الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام في صنع الأحداث والتأثير فيها سواء على مستوى الموقف، أوالنتائج والآثار، لذا فالتعرف على حياة أحدهما، يتطلب النظر إلى حياة الآخر، وملاحظة مواقفه.

إن الإمام الحسن عليه السلام وُلد في النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة، وعاش سبع سنوات في كنف جده صلى الله عليه وآله، وهذه المدة كافية ليصبح جديرا بالوسام العظيم حينما قال له على ما رُوي: "أشبهتَ خلْقي وخُلُقي"[1]لأن صحبة العظماء لها العظيم من الأثر الروحي على الإنسان، فمن يعاشر كبيراً، ويصاحب عظيماً، فسوف يشرق عليه من نوره، ويلفح عليه من عطره المعنوي ما تَغْنى به نفسه، وتسمو به ذاته.

وقد أشارت الأحاديث الكثيرة إلى العِشْرة واختيار الصديق، ولأهمية هذا الموضوع، أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى صحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله في الخِطبة القاصعة، فقال: "ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به ..."[2]

شَبَهُ الإمام الحسن

وشَبَهُ الإمام الحسن لجده صلى الله عله وآله في الخلق أمر واقع، وأما شبهه له في الخُلُق فهو وسام الجدارة والاستحقاق لذلك المنصب الإلهي، الذي هو وراثة وخلافة النبي صلى الله عليه وآله، ثم وصيه علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

وبهذا يتضح السر والهدف الذي يرمي إليه النبي صلى الله عليه وآله فيما قاله تكراراً، تارة تصريحاً، وتارة تلويحاً على الدور الذي ينتظر الإمام الحسن وأخاه عليهما السلام، بأنهما: إمامان قاما أو قعدا[3]كما أنه يقول لهما: أنتما الإمامان، ولأمكما الشفاعة.[4]

وفي حديث عنه صلى الله عليه وآله يقول فيه عن الإمام الحسن عليه السلام: "وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فإنه ليس مني الخ "[5]

المصادر:

[1] . حياة الحسن عليه السلام، باقر شريف القرشي: ج 1 ص 29.

[2] . نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام، ج ٢ ، ص ١٥٧.

[3] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 36 ص 290 و291.

[4] . سنن الترمذي، محمد بن عبسى الترمذي، ج 5، ص 699.

[5] . أسد الغابة، ابن الأثير الجزري، ج 2، ص 13.