تسمية الإمام محمد بن علي بالباقر

12:05 - 2024/06/01

قبل ولادة الإمام محمد بن علي عليهما السلام، بعشرات السنين، تنبّأ جده رسول الله صلى الله عليه وآله بولادته وأطلق عليه اسم محمد ولقبه بالباقر.

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله عن المستقبل المشرق لذريته الطاهرة، وأنه سوف يولد له ولد ينشر العلم بين الناس، وذلك بواسطة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري[1] الذي أرسل النبي بواسطته سلامه إلى الإمام الباقر عليه السلام.[2]

وللتحقيق في سبب تسمية الإمام محمد بن علي عليه السلام بالباقر، لا بد من الالتفات إلى حالة حياته وزمانه عليه السلام.

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، حصلت أحداث مؤسفة للعالم الإسلامي وأهل البيت عليهم السلام. وفي مدة حكم علي بن أبي طالب عليه السلام التي دامت خمس سنوات، حدثت حروب على يد الناكثين والقاسطين والمارقين، ضد الإمام علي عليه السلام، فلم يسعه نشر تعاليم الإسلام في هذه المدة.

الإمام الباقر

تغير الوضع في زمن الإمام الباقر عليه السلام

كما واجه الإمام الحسن عليه السلام نفس المشاكل والاختناقات في مدة حكمه القصيرة، من قِبَل السلطة الأموية الحاكمة ودعايتهم المسمومة التي أغلقت الطريق أمام الناس للاستفادة منه عليه السلام. وبلغ هذا الاختناق ذروته في عهد الإمام الحسين عليه السلام، واستمر حتى نهاية حياة الإمام زين العابدين عليه السلام، لكن الوضع تغير في زمن الإمام الباقر عليه السلام.

فإنه فمن ناحية، ظهرت طوائف ومدارس مختلفة طرحتْ شُبُهات كثيرة وكانتْ تبحث للعثور عن إجابات لها. ومن ناحية أخرى فقد أصبح اضطهاد أهل البيت عليهم السلام أكثر وضوحاً بالنسبة للمجتمع الإسلامي، وجذب الأنظار نحوهم. وكان ذلك في حين أن ضعف الحكومة الأموية وقيام الثورات المختلفة ضدهم، قد أدى إلى ضعف الحساسية تجاه أهل البيت عليهم السلام.

وفي هذه المدة ظهر الإمام الباقر عليه السلام على الساحة العلمية بنشر العلوم الدينية والإلهية في طريق الباحثين عن الحق. وتوضيح وجهة النظر الحقيقية والأصيلة للدين الحنيف، فرسم مظهراً جميلاً من مظاهر المعرفة والوعي وأرشد الناس إلى الحقيقة. وأظهر مرة أخرى الإعجاز العلمي لنسل الكوثر وأهدى قلوب الصالحين بكلمات من الكتاب والسنة. ولذلك صار باقر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله، يتألق على مر العصور والأيام.

ولا خلاف في أن الإمام الباقر عليه السلام كان أعلم أهل عصره، والجميع يعترف بذلك. إنما الخلاف يدور حول من أطلق عليه لقب باقر العلوم؟ وفي هذا السياق نصادف نوعين من المصادر:

1. مصادر اقتصرتْ على بيان معنى كلمة باقر ولم تذكر سبب التسمية.

2. ومصادر نقلت أحاديث تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو من لقّبه بهذا الاسم، ولذا كان منذ الصغر يلقب بالباقر.

المصادر:

[1] . جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن ثعلبة الأنصاري، صحابي مشهور من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، كان محبّا وموالياً لأهل البيت عليهم السلام، حضر مع رسول الله صلى الله عليه وآله، في معارك بدر وأحد والخندق وغيرها من المعارك، وهو أول أنصاري أسلم قبل العقبة الأولى. توفي سنة 78هـ عن عمر تسعين سنة.

[2] . تاریخ مدینة دمشق، ابن‌عساکر، ج 57، ص 211 و230

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.