-في الخطبة مقطع قصير، فيه ثلاث رسائل أخلاقية موجهة للمهاجر والأنصار ...
متن المقطع من الخطبة: «واتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِهِ، وَ لا تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَ اَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ اَطيعُوا اللَّهَ فيما اَمَرَكُمْ بِهِ وَ نَهاكُمْ عَنْهُ، فَاِنَّهُ اِنَّما يَخْشَي اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ. (1)
الرسالة الأولى: الاتصاف بالتقوى والحفاظ على التقوى، ليس فقط في أداء الواجبات وترك المحظورات، بل حق التقوى ترك الشبهات ايضا ،فعلى المهاجرين والأنصار أن يضعوها على رأس حياتهم ، و أن يعتقدوا أن الله ناظر لأفعالهم، هذا ما قصدته الزهراء في قولها : «فاتقوالله حق تقاته».
الرسالة الثانية: كون الفرد مسلماً وأن يموت وهو مسلم، لا يعدّ من سوابق الفرد المشرقة، بل طاعة الله تعالى وترك المحرمات وأداء الواجبات هو المشرق الرائع في سجل المسلم، و التقليل من هذين الاثنين في حياة الفرد، قد يفضي إلى الكفر فيموت المسلم كافرا، هذه رسالة قولها: « ولاتموتن الا وانتم مسلمون واطیعوالله فیما امرکم به ونهاکم عنه».
الرسالة الثالثة: لا يمكن اكتساب التقوى التي هي أداء الواجبات، والتخلي عن المحرمات، وتجنب الشبهات ، إلا إذا وصل المتقي إلى مستوى من المعرفة بالله والخوف من عظمته تعالى. لدرجة أنه يرى نفسه في حضرة الله ، فمن الطبيعي من يرى نفسه في حضرة الله لم يرتكب الاثم، لذلك جاء في الخطبة: «انما يخشی الله من عباده العلماء».(2)
________
(1). بلاغات النساء، ابن طیفور احمد بن ابی طاهر مروزی (204280 ق) و السقیفة و فدک، ابوبکر احمد بن عبدالعزیز جوهری (ت 323)و شرح الاخبار، قاضی ابوحنیفه نعمان بن محمّد تمیمی مغربی (ت 363)
(2). سورة فاطر، ۲۸