النبي لا يسهو

13:01 - 2022/01/21

النبوة بما لها من خطر لابد لها من شروط ومن أهم تلك الشروط العصمة من الذنوب و الشهوات بل و حتي الخطايا وآيات القرآن تدل على عدم سلطة الشيطان على الأنبياء عليهم السلام فلا يصدر منه نزغ عليهم.

کتاب سهو النبی

لما خلق الله الانسان مختاراً كان مستعدا للهداية و الشقاء. فهو يسعى بفطرته نحو السعادة و الكمال و يتخطى بشهوته نحو الشقاء.

فسن الله سنة ارسال الرسل عليهم السلام ليدلوا الناس على طريق سعادتهم وينحوهم عن ما يسخط الرب تعالى. فاصطفى من خلفه صفوة لهذه المهمة وهم الأنبياء عليهم السلام. «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾»[1]

فالنبوة بما لها من خطر لابد لها من شروط. ومن أهم تلك الشروط العصمة من الذنوب و الشهوات بل و حتي الخطايا. لكن خالف بعض أهل السنة بعض هذه الشروط فصاروا على اقوال متعددة.

فمنهم من جوز الخطأ على الأنبياء عليهم السلام مستدلاً ب«وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»[2]

فإن الخطاب في الآية موجه للنبي صلى الله عليه وآله .

لكن هذه الآية نظير «إياك أعني واسمعي يا جارة». فإنها خاطبت النبي صلى الله عليه وآله حتى يرتدع الناس و هو أسلوب رائج كما لو نهيت ولدك الأكبر-مع علمك بأنه لا يفعل- حتى يرتىع الباقون.

وقد صرح القرآن بأن الشيطان لا سلطان له على المخلَصين. قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾[3]

ومن المؤكد أن المصداق التام للمخلصين هم الأنبياء.

قال الله تعالى: وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴿٤٥﴾ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴿٤٦﴾

وقال: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا.[4]

وقد بيّن القرآن أن الإخلاص هو السبب في صرف السوء والفحشاء عن يوسف عليه السلام فقال: كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.[5]

فهذه الآيات و غيرها تدل على عدم سلطة الشيطان على الأنبياء عليهم السلام فلا يصدر منه نزغ عليهم.

ثم قد فرض الله تعالى طاعة الأنبياء عليهم السلام على جميع البشر فقال: وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا لِيُطاعَ بِإِذنِ اللَّهِ.[6]

فأطلق وجوب إطاعتهم ولا تصح الطاعة المطلقة فيمن هو معرض للخطأ و الإنحراف والمعصية.

فعصمة الأنبياء من المعصية والخطأ مما لا كلام فيه.

المصادر

[1] . آل عمران.

[2] . الأنعام: ۶۸.

[3] . الحجر.

[4] . مريم: 51.

[5] . يوسف: 24.

[6] . النساء: 64.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.