طول عمر الإمام المهدي

09:14 - 2022/03/08

ان من يعتقد بالدين من اليهود والنصارى والمسلمين، يؤمن بأن قدرة الله شاملة لكل الأمور ومنها امداد عمر رجل - يلزم ان يموت في السبعين - فيزديه ألفاً، مثلاً.

طول عمر الامام المهدي

إن اهل الشرايع لا يزالون يقبلون مبدئياً حياة كثيرين ممن تقدم تاريخ ميلادهم عن الإمام المهدي (عليه السلام) مثل: خضر، إدريس، عيسى (عليه السلام). كما يعتقدون انهم سوف يبقون أحياء في المستقبل أيضاً، وكذلك تدل كتبهم الدينية على امتداد حياة أمة من الناس مدة طويلة في الماضي السحيق، مثال آدم، الذي عاش في معتقد اليهود 930 سنة جاء في التوراة ما هذا نصه: فكان كل أيام آدم التي عاشها تسعمائة سنة وثلاثين سنة ومات.[1] وشيث الذي عاش على ما في التوراة (912 عاماً) حسب ما جاء في النص.[2]

ان المذاهب الإسلامية تتفق تقريباً على قضية المصلح القائم بأمر الله - آخر الدهر - وانه ينتمي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وانه ابن فاطمة، وقد طفحت كتبهم بأحاديث بلغت التواتر في اثبات ذلك.

لكن هنا نقطة اختلفت المذاهب الإسلامية فيها وهي:

هل ان الإمام المهدي (عليه السلام) حيّ فعلاً أم انه سيولد بعدئذ؟ ومنشأ السؤال هو استغراب وجوده حياً منذ سنة 255 هـ إلى سنة 1443 هـ.

والجواب ،ان هناك أدلة كثيرة على حياة الإمام المهدي (عليه السلام) واردة بشأن الأئمة الاثنا عشر وأجمعت الأمة على صحتها وثقة رواتها، كحديث: "يكون من بعدي إثنا عشر أميراً.... قال الراوي: ثم تكلم بشئ لم أفهمه فسألت الذي يليني، فقال: قال:.. كلهم من قريش." قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.[3]

فإذا اضفنا الحديث الصحيح لدى الفريقين والصريح على انهم من قريش مع تلك الأخبار التي بينت مكارم أهل البيت، وانهم كالنجوم يحفظون أهل الأرض ويهدونهم، ثم إذا أضفنا إليها جميعاً تلك الأحاديث التي تبين انه سوف ينتهي من بعدهم الأمر، وانه سوف يكونون في الأرض ما بقي فيها اثنان. عرفنا ان المهدي يلزم ان يكون منهم، ويكون مهديهم آخرهم. أضافة إلى ذلك، الأحاديث التي وردت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقول: ان آخر هؤلاء الاثني عشر يكون قائم الأمة ومهديها.

إذا كان ذلك عرفنا ان الإمام موجود فعلا لانه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام). وقد كان حادي عشرهم هو الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ولم يخلّف باجماع المؤرخين إلاّ ولداً واحداً كما في الأخبار هو الإمام المهدي (عجل الله فرجه) فلابد ان يكون حياً.

وإذا كانت سنة الله قد جرت في الخلق ان يجعل لكل شيء سبباً، وأبتْ ان تجري الأمور إلاّ بأسبابها؛ فما المانع عن قبول فكرة جعل بشر صالح مطيع لله سبباً لطائفة من الأمور ولو بصورة غيبية؟

ومن هنا نعرف ان الإيمان بالإمام الغائب (عليه السلام) جزء رئيس من الإيمان بالغيب ككل. وانه لا يستطيع أحد ان يبعض ايمانه فيسلم بالغيب ويستنكر تأييد الإمام الحجة (عليه السلام) بالغيب، أو يؤمن بتأييد الملائكة للرسول ثم يكفر بامكانية تأييد الإمام الغائب للصالحين.

المصادر:

[1] - سفر التكوين - الاصحاح الخامس - الآية ، 5

[2] - سفر التكوين - الاصحاح التاسع - الاية ، 8

[3] - صحيح الترمذي الجزء الثاني باب ما جاء في الخلفاء، ص،  45، طبعة نيودلهي 1342 هـ.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
11 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.