تبرير جرائم الصحابة، القسم الثاني

07:14 - 2022/03/29

-قد مر علينا سعي بعض المخالفين لتبرير ما يرتكبه قسم من الصحابة من مخالفات بوضع قواعد لا تستند الى دليل و لا برهان. واليك نماذج اخرى من تلك القواعد والمخالفات.

تبرير جرائم الصحابة، القسم الثاني

لا يفسق الصحابي بما يفسق به غيره :

أما بالنسبة إلى المعاصي التي ارتكبوها ، ولا يمكن دعوى التأويل والاجتهاد فيها ، فقد جاء تبريرها بدعوى : أن الصحابي لا يفسق بما يفسق به غيره .[1]

حتمية توبة الصحابي :

وإذا ارتكب الصحابي ما يوجب العقاب له أخروياً ، مما توعد الله عباده عليه بالعقاب بالنار ، ولم يمكن دفع ذلك عنه ، لا بدعوى الاجتهاد ، ‹ صفحة 227 › والتأويل ، ولا بغير ذلك . فإن علاج ذلك هو بالقول : إن التوبة حتمية الوقوع ممن يعصي منهم .[2]

ذنب البدري يقع مغفوراً :

ولبعض الشخصيات مزيد من الأهمية ، فلا يمكن تركها تعصي الله ، ثم ننتظر إلى أن تصدر التوبة منها ، وهي قد تتأخر بعض الوقت . بل لا بد من مغفرة ذنوب هؤلاء فوراً ، ففتشوا عن تاريخ هؤلاء الأشخاص ، فوجدوا أنهم ممن حضر بدراً - وإن لم يعلم عنه أنه قاتل - فجاءت المعالجة لتقدم معياراً جديداً يقول : إن ما يقع من معاصٍ لا يحتاج إلى التوبة ، إذا كان مرتكب ذلك ممن شهد بدراً لأن أهل بدر مغفور لهم.

الصحابة مجتهدون :

وكان لا بد من تبرير أخطاء وقع فيها بعض الصحابة ، سواء في مواقفهم ، أو في فتاواهم ، حتى حارب بعضهم بعضاً ، وأزهقت أرواح كثيرة ، وسفكت دماء غزيرة ، وخرج بعضهم على إمام زمانه ، وقاتلوه ، كما جرى في الجمل ، وصفين ، والنهروان ، فاخترعوا للصحابة مسألة الاجتهاد ، فكلهم مجتهدون[3] ، ولا اعتراض على المجتهد ، بل هو إن أصاب فله

 أجران ، وإن أخطأ كان له أجر واحد .

وبهذا أدخلوا معاوية ، وطلحة والزبير الجنة ، ومنحوهم المزيد من الثواب على ما فعلوه وما ارتكبوه من جرائم في حق الإمام والأمة . وأصبح من حلل منهم الربا ، وشرب الخمر مأجوراً ومثاباً ، بل إن خالد بن الوليد ، الذي قتل مالك بن نويرة بدون جرم ، ثم نزا على زوجته في نفس الليلة مثاب ومأجور على ذلك أيضاً .

والخلاصة : أن المصيب منهم له أجران ، كعلي « عليه السلام » وأصحابه . والمخطئ كمعاوية ، ومن معه لهم أجر واحد ، بل كان ما فعلوه بالاجتهاد ، والعمل به واجب ، ولا تفسيق بواجب [4].

وبتعبير آخر : « إن جميع من اشترك في الفتنة من الصحابة عدول ، لأنهم اجتهدوا في ذلك »[5] . وقال الكيا الطبري : « وأما ما وقع بينهم من الحروب والفتن ، فتلك أمور مبنية على الاجتهاد ، وكل مجتهد مصيب ، والمصيب واحد ، والمخطئ معذور ، بل مأجور ».[6]

المصادر:

[1] - السيرة الحلبية ج 2 ص 203 و 204 عن الخصائص الصغرى ، عن شرح جمع الجوامع وراجع : فتح الباري ج 7 ص 237.

[2] - فتح الباري ج 7 ص 238 والسيرة الحلبية ج 2 ص 203 .

[3] - التراتيب الإدارية ج 2 ص 364 - 366.

[4] - فواتح الرحموت في شرح مسلم الثبوت ج 2 ص 158 و 156

[5] - السنة قبل التدوين ص 404

[6] - إرشاد الفحول ص 69.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.