عصمة السيدة الزهراء في الكتاب والسنة

ما ورد فيها عليها السلام : ورد في كتاب البخاري عن المسور بن مخرمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.[1]

يستنتج من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله اذا كان يغضب لغضب الزهراء عليها السلام فمعنى ذلك أنها معصومة عن الخطأ، والا لما جاز للنبي صلى الله عليه وآله أن يقول مثل هذا.

فالذي يرتكب المعصية يجوز إغضابه مهما علت منزلته، لأن الشرع لا يراعي قريبا ولا بعيدا، وقد قال تعالى في ابن نوح عليه السلام "قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ"[2]

واذا كان الامر كذلك، فلماذا آذى ابو بكر الزهراء عليها السلام غير مبال بغضبها، حتى وجدت عليه وهجرته فلم تكلمه الى أن ماتت، وكانت تدعو عليه بعد كل صلاة تصليها كما نقل ذلك ابن قتيبة.[3]

هذه فاطمة عليها السلام وحيدة النبي صلى الله عليه وآله بقيت بعده غريبة في أمته، إنها أم أبيها كما كان يسمّيها الرسول صلى الله عليه وآله.[4]

تحقير السلطة لها عليها السلام

وكان بعض من المسلمين يعظّمها لمكانتها من أبيها صلى الله عليه وآله، لكنّ أبابكر وعمر عمدا الى إسقاط هذا الاحترام والتقدير في نفوس الناس حتى شبّه ابن تيمية فعلها بفعل المنافقين، قال: «فمن مدح فاطمة بما فيه شبه من هؤلاء (المنافقين) ألا يكون قادحا فيها؟»[5]

ومن قبلُ اسقطوا جنينها عليها السلام ، ذكر ذلك المسعودي في كتاب شرح الوصية، قال: فهجموا عليه - أي أمير المؤمنين - وأحرقوا بابه واستخرجوه كُرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت مُحسناً.[6]

وقال الصفدي في ترجمة النظام ابراهيم بن سيّار عند نقل كلماته وعقائده أنه كان يقول: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها.[7] هذه بعض من موقف السلف والخلف تجاه سيدة نساء العالمين.

المصادر:

[1] . صحيح البخاري، ج5، ص96، ح278.

[2] . سورة هود، الآية 46.

[3] . الامامة والسياسة، ص20.

[4] . معجم الكبير للطبراني، ج22، ص 397.

[5] . منهاج السنة، 4، ص 246.

[6] . إثبات الوصية، ص 143.

[7] . الوافي بالوفيات،ج6، ص76.