هل فدك المغصوبة من إرث النبي

الرواية التي لا شك فيها أن الامام علي عليه السلام وبنو هاشم ونفر قليل من الصحابة الذين سمّاهم النبي  صلى الله عليه وآله بشيعة علي عليه السلام، كانوا أول معارض للسلطة الحاكمة.

فكانوا يمتثلون أوامر النبي صلى الله عليه وآله بدون اعتراض، لأنهم يعتقدون أن كل أقواله وأفعاله سنة يجب العمل بها تماما ككتاب الله تعالى ، لكن السلطة الحاكمة كانت تعتقد في النبي صلى الله عليه وآله على العكس مما تعتقده الشيعة.

لذا بادر الحزب الحاكم الى اقصاء المعارضين وابعادهم عن كل ما يمنحهم السلطة والقدرة على الناس، فعمد الى طرد عُمّال فاطمة عليها السلام من فدك ليمنعوا أهل البيت عن الرزق والمال، وقد أخرج البخاري عن عائشة أنها قالت: إن فاطمة بنت النبي ارسلت الى ابي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك، فقال ابو بكر إن رسول الله قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فأبى أن يدفع اليها شيئا فوجدت عليه فهجرته ولم تكلمه حتى ماتت.[1]

اختصارهما الرواية

لقد اختصر مسلم والبخاري هذه الرواية لإخفاء الحقيقة ، لكن الحقيقة قد انكشفت بهذا لاختصارمن الرواية ، وهي أن ابابكر ردّ دعوى فاطمة، واستوجب غضبها، وهجرانها، حتى دفمنها زوجها سرّا بوصية منها وأن عليا لم يبايع طيلة ستة أشهر.

نعم إن ما أخفاه البخاري ومسلم هو قول فاطمة بأن أباها أعطاها فدك نحلة في حياته، إذن بناء على دعواها فليس أرض فدك من إرث الرسول حتى يأتي ابو بكر بحديث مجعول يرد به ما طلبته.

ولو فرضنا أنه سمع الحديث كما رواه وقد كذبته فاطمة،[2] و لكن كيف يمكن إزالة معارضة هذه الرواية للنصوص القرآنية التي تقول: وورث سليمان داوود - وقوله: هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب. الى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي استدلت بها الزهراء عليها السلام لأثبات الإرث؟

إنها قالت بعد الاستشهاد بالآيات: فزعم أن لا إرث لي من أبي ..أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟ يابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريّا.[3]

إنه لا حل للمعارضة الواقعة بين الحديث المزعوم والآيات القرآنية الا بتكذيب الرواية والراوي وتصديق كلام الله تعالى.

المصادر

[1] . صحيح البخاري،ج4،ص504

[2] . شرح نهج البلاغة للمعتزلي،ج16،ص211.

[3] . شرح النهج، ج16،ص251.