تأمل في أفضلية معاصري النبي

رسول الله وحديث خير القرون: إن الافضلية التي ادعاها ابن تيمية لم تستند الى برهان، بل مجرد إدعاء يراد من خلاله تثبيت الحديث المزعوم "خير القرون قرني" الذي لو اغمضنا النظر عن سنده فهو معارض بحديث رواه أهل السنة عن عمر، قال النبي ص: أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا؟ قالوا: الملائكة، قال: وحقّ لهم بل غيرهم، قالوا: الأنبياء، قال: وحقّ لهم بل غيرهم، ثمّ قال: أفضل الخلق إيماناً قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني، فهم أفضل الخلق إيماناً.[1]

أفضلية المصدقين برسول الله من المؤمنين المتأخرين

كيف لا يكون المصدّق بالنبي بعد وفاته، أفضل ممن عاصر الرسول، مع وجود خلفائه المعصومين الذين يهدون الى شريعته، ولهم الفضل على غير المعصوم.

إنه لا شك أنه سبحانه قد اختار من عباده من كان جامعا لجميع خصال الكمال البشري بحيث لا يمكن أن يدانيهم في الفضل غيرهم، قال تعالى " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين"[2]

إن الله سبحانه قد اختار خير خلقه النبي، واختار له أوصياء ليكونوا خلفاءه من بعده، وهم النجوم الزاهرة اثنا عشر أئمة الهدى من أهل بيته الطاهرين المعصومين الذين وصفهم سبحانه وتعالى في كتابه العزيز" انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا"[3]

أذهب عنهم الرجس بجميع أنواعها وطهرهم من جميع الأدناس والخبائث والذنوب، وجعلهم وسيلة بينه وبين خلقه، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وابتغوا اليه الوسيلة"[4]

فهم القدوة واليهم المفزع من سائر الناس، وهم الهداة الذين فرض الله طاعتهم على جميع الناس فقال تعالى " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"[5]

فكيف يريد ابن تيمية أن يفضّل من عصوا أمر الرسول بحديث موضوع على الهداة المهديين. فضلا عن سائر المؤمنين المطيعين لأمر الله ورسوله، الذين لم يكونوا من المعاصرين.

المصادر:

[1] . فيض القدير،ج 4 ، ص 369 ، كنز العمّال، ج 12، ص 182.

[2] . سورة آل عمران، الآية 68.

[3] . سورة الفتح، الآية 28.

[4] . سورة المائدة، الآية 35.

[5] . سورة البراءة، الآية 119.