-دعي ابن تيمية على الشيعة أمورا متناقضة عن قصد أو سوء فهم، وهو الموصوف عند الوهابية بالعلّامة.
القدر وابن تيمية: يقول ابن تيمية عن الشيعة أنهم «يدخلون في العدل التكذيب بالقدر»[1]
والحال أن معنى العدل مناف ومناقض للقدر الذي معناه أن يخلق سبحانه أفعال العباد من الكفر وقتل النفس و السرقة والزنى، ثم يعاقب عليها بعد خلقه لها فيهم.
لأن تلك الذنوب لم تصدر منهم باختيار حتى يستوجبوا العقوبة عليها، اذ المفروض انها مخلوقة فيهم، ومن جهة أخرى يكون العدل مستلزما لكون أفعال العباد صادرة عنهم بمشيتهم وقدرتهم بحيث هم مختارون في فعلها و تركها.
إن عدالة الله تعالى لا تسمح بأن يساق الانسان الى طريقة دون وجود سبب لذلك، فالعدل يقتضي أن يكون المعاقب هو السارق، ولذا اعتبر الشيعة الامامية العدل أحد مشتقات التوحيد وجعلوه من أصول العقيدة.
إن القرآن والسنة الصحيحة والعقل كلها تحكم بنفي أنواع الظلم عن الله تعالى، وقد جاء توصيفه سبحانه بما يدل على ذلك، قال تعالى "إن الله لا يظلم مثقال ذرة"[2] وقوله تعالى "إن الله لا يظلم الناس"[3]
القدر المستلزم للظلم لا تقول به الشيعة
كما وردت سنة رسول الله عن طريق أهل البيت عليهم السلام تنفي الظلم عن الله تعالى وتثبت العدل الإلهي.[4]
إن العدل صفة كمال و الظلم صفة نقص والعقل حاكم بأن الله تعالى جامع لجميع صفات الكمال ومنزّه عن كل عيب ونقص في مقام الذات و الفعل.
إن الظلم ينبع من أحد عوامل ثلاث : جهل الفاعل بقبح الظلم، او كون فاعل الظلم سفيهاً غير حكيم، او احتياج الفاعل الى الظلم مع علمه بقبحه وعجزه عن القيام بالعدل. ومعلوم أنه لا سبيل الى أيّ واحد من تلك الاحتمالات الى الذات الإلهية المقدسة، فهو سبحانه وتعالى منزّه عن الجهل و العجز و الاحتياج، لذا فإن جميع أفعاله متصفة بالعدل و الحكمة.
وبناء على هذا يتضح قبح فرية ابن تيمية على الشيعة الامامية بأنهم يدخلون في العدل التكذيب بالقدر الذي كانت نتيجته اتصاف الله تعالى بالظلم، " سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا"[5]
المصادر
[1] . منهاج السنة، ج 1، ص 99.
[2] . سورة النساء، الآية 40.
[3] . سورة يونس، الآية 44.
[4] . توحيد الشيخ الصدروق، ص96.
[5] . سورة الاسراء، الآية 43.