ما قيل عن المأمون العباسي

أم المأمون العباسي جارية خراسانية، اسمها " مراجل " وقد ماتت بعد ولادتها إياه، وهي ما تزال نفساء. وفقد أمه وهو رضيع.

أُمُّهُ كانتْ أقذر جارية في مطبخ الرشيد .وهذا هو الذي يجعلنا نصدق القصة التي تقال عن السبب في حملها به. حيث نقلوا أن زبيدة لاعبتْ الرشيد بالشطرنج على الحكم والرضا، فغلبته، فحكمت عليه أن يطأ أقبح وأقذر وأشوه جارية في المطبخ، فبذل لها خراج مصر والعراق لتعفيه من ذلك، فلم تقبل، ولم تجد جارية تجمع الصفات المذكورة غير مراجل، فطلبت إليه أن يطأها، فجاء المأمون.

كانت ولادة المأمون في سنة 170ووفاته 218 من الهجرة، والذي ربّاه الفضل بن سهل المعروف بذي الرئاستين الذي اصبح وزيره فيما بعد.

كانت حياته على عكس أخيه الأمين ابن زبيدة، الذي كانت حياته حياة نعمة وترف، يميل إلى اللعب والبطالة، أكثر منه إلى الجد والحزم.

والسر في جدية المأمون بالنسبة الى الأمين، أنه ما كان يشعر بالاصالة، ولا كان مطمئنا إلى مستقبله، بل يقطع بعدم رضا العباسيين به خليفة وحاكماً، لذا وجد نفسه ليس لديه رصيد يعتمد عليه غير نفسه، فبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأولى التي أدرك فيها واقعه، والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه.

المأمون وسر انحراف العباسيين

والسر في انحراف العباسيين عن المأمون ليس ملاحظة ميزان القرآن الكريم من الايمان والتقوى كما قال تعالى" إن أكرمكم عند الله اتقاكم"[1] بل معيارهم العنصرية كما رسمه عمر بن الخطاب في يوم السقيفة، فميل العباسيين للأمين كونه عباسيا خالصاً، أبوه هارون وأمه زبيدة حفيدة المنصور هاشمية.[2] وكان في حجر الفضل بن يحيى البرمكي أخي الرشيد من الرضاعة.

أما المأمون، فإنه كان في حجر جعفر بن يحيى الذي لم يرتح اليه العباسيون لأنه كان متهما بالميل الى العلويين، وأم المأمون خراسانية غير عربية، أقبح وأقذر جارية في مطبخ الرشيد، حتى عيّره بأمه شاعر الأمين فقال:

لم تلده أَمَةٌ تُعرف في السوق التجارا * لا ولا حد ، ولا خان ، ولا في الخزي جارا[3]

المصادر:

[1] . سورة الحجرات، الآية 13.

[2] . مروج الذهب،ج3،ص212.

[3] . الفخري في الآداب السلطانية، ص212.