-يريد الامام الصادق عليه السلام من طالب العلم أن ينجح في علمه لذا ذكر تعاليم لبلوغ هذا المقصد.
من تعاليم الامام الصادق عليه السلام في العلم وطالبيه، طلبه منهم التحلي بالصدق، قال عمرو بن ابي المقدام: قال لي ابو عبد الله عليه السلام في أوّل مرّة دخلت عليه: تعلّموا الصدق قبل الحديث.[1]
ما أثمنها من نصيحة، إنه عليه السلام ما زال يوصي كلّ من دخل عليه من أوليائه بالصدق وأداء الأمانة، ولا بدع فإن بهما سعادة المرء في هذه الحياة، ووفرة المال والجاه، والطمأنينة إليه، والرضى به للحكومة بين الناس.
ويقول عليه السلام: اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحلم والوقار.[2] ولم يكتف الامام على حثهم على طلب العلم، بل حثّهم على ما يزدان به من الحلم والوقار والتواضع كما في قوله عليه السّلام: " وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبّارين، فيذهب باطلكم بحقكم ".[3]
نصيحة ما أسماها تعليماً، فإن العلم لا ينفع صاحبه ولا الناس ما لم يكن مقروناً بالتواضع، سواء كان المتحلّي به معلّماً أو متعلّماً، وأن الناس لتنفر من ذي الكبرياء، فيكون الجبروت ذاهباً بما عنده من حق.
ويقول عليه الصلاة والسّلام في إِرشاده لطالب العلم: ولا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، ولا لتباهي به، ولا لتماري به، ولا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل وزهادة في العلم، واستحياءً من الناس، والعلم المصون كالسراج المطبق عليه.[4]
إِن الصادق عليه السّلام في بيان هذه الارشادات يريد أن يكون طلب العلم للعلم ولنفع الأمّة، فإذا طلبه المرء للرياء أو المباهاة أو المجادلة، فليس فيه نفع له ولا لغيره، كما أنه لو تركه للرغبة في الجهل والزهد في العلم، فهذا يكشف عن حمقه، ولا خير في حياء يقيم الانسان على الرذيلة ويبعده عن الفضيلة، ولا يكون انتفاع الناس بالعلم إِلا بنشره، وما فائدة السراج إذا أطبق عليه.
يبين عليه السلام صفة المعلّم
ولما نجد أن المتعلم يتغذى بروح معلمه، ويتشبّع بتعاليمه، فيضل التلميذ إن كان المعلم ضالاً و يقترب من الهداية إن كان هاديا، قال الامام عليه السلام : أطلبوا العلم من معدن العلم، واياكم والولايج ، فهم الصادّون عن الله.[5] والوليجة: كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه، وليس من أهله.
المصدر
[1] . الكافي باب الصدق، ج2، ص104.
[2] . المصدر،ج1، ص36.
[3] . بحار الانوار، ج2، ص41.
[4] . المصدر،ج1، ص35
[5] . مستدرك الوسائل، ج ١٧، ص ٢٨٥.