-الإساءة الغربية إلى القرآن الكريم دليل على عداء الإستكبار للإسلام والقرآن.
لاتخفى عظمة القرآن الكريم وجلاله ومكانته ، فيكفي لمعرفة ذلك أن الله تعالى الكبير المتعال قال في شأنه: { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [1] ولا عجب في ذلك ، فهو كلام اللَّه الذي سمعته الجن فقالوا { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } [2] وسمعته الملائكة فقالت : "طوبى لأمة ينزل عليها هذا ، وطوبى لأجواف تحمل هذا ، وطوبى لألسن تتكلم بهذا...".[3]
لكن هذه العظمة والمنزلة أُعميت عنها قلوب وعقول مريضة ومتعفنة ؛ ركبها الشيطان ودنسها بالحجب والغشاوة والكفر والفساد. بل وصل هؤلاء إلى حد انتهاك حرمة القرآن وتدنيس ساحته.
تدنيس القرآن الكريم باسم حرية التعبير :
لاتكف أيادي الخبث والإجرام والعبث بالمقدسات الإسلامية في دول الإنحراف والفساد عن معاداة الإسلام والتهوين بكل ما يتعلق به ويمس جوهره باسم حرية التعبير ، فهاهي هذه الأيادي الخبيثة والمسعورة اليوم تتطاول أيضا على المصحف الشريف فتدنسه بأنواع التدنيس والإهانة ؛ وذلك ما شاهده العالم مؤخرا في كل من "السويد وهولندا وغيرها" حيث أقدمت مجموعة من المتطرفين والأشقياء والكارهين للإسلام ومقدساته بحرق نسخة من القرآن الكريم بدعم واضح من الشرطة وتسهيل منها لهذا العمل الإجرامي.[4]
يقول الإمام الخامنئي قدس سره تعليقا على حادثة احراق المصحف الكريم: "الإساءة المجنونة للقرآن تحت شعار حرية التعبير تدل على أن هدف هجمات الاستكبار هو مبدأ الإسلام والقرآن. وعلى الرغم من مؤامرة الاستكبار ، فإن القرآن يزداد اشعاعا يومًا بعد يوم وان المستقبل هو للإسلام. وعلى جميع احرار العالم الوقوف إلى جانب المسلمين ضد السياسة القذرة المتمثلة في الإساءة للمقدسات ونشر الكراهية".[5]
واثر الواقعة المشؤومة نُظمت مظاهرات في كل من طهران وبغداد وصنعاء ولاهور الباكستانية تنديدا بحرق القرآن الكريم وانتهاك حرمته.[6] كما صدرت إدانات عديدة من وزارات الخارجية لعدة دول اسلامية تستنكر هذا الفعل الإرهابي والعدائي.[7]
وفي هذا الإطار انتقد القضاء الإيراني صمت أدعياء الدفاع عن حقوق الانسان قبال ظاهرة انتهاك حرمة القران الكريم والإساءة الى مقدسات المسلمين. [8]
كما استنكر حزب الله في لبنان واستنكر هذا الفعل الإجرامي المقيت بحق الدين الإسلامي والرموز الإسلامية المقدسة ، داعياً إلى معاقبة المرتكبين والعمل لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.[9]
كما أدانت المرجعية الدينية في النجف الأشرف هذا الفعل الشنيع ، وطالب ممثلو مكاتب المرجعية الدينية في النجف الاشرف حكومات البلدان الاسلامية بالتحرك ضد المواقف المسيئة وتدويلها لجعلها قضية رأي عام يوقف المشروع الغربي في النيل من مقدسات المسلمين ويضع سياساتها الهجينة امام المسائلة القانونية في المجتمع الدولي.[10] إلى غير ذلك من المواقف المتتالية التي جاءت ضمن هذا الإطار.
ولاشك أن هذه الممارسات والهجمات العدائية والإجرامية تأتي ضمن المسلسل الشيطاني الذي أعده النظام الغربي كساسية ممنهجة ضد الإسلام والمسلمين. وهذا ما يجب أن يتصدى له كل واحد منا من موقعه ومن مكانه وحسب طاقته ، إلا أن الحمل الأكبر على الدول الإسلامية وحكوماتها من أجل العمل على ردع هذه الجهات البائسة واللعينة حتى تحسب ألف حساب لكل فعل معاد للإسلام ورموزه ومقدساته قبل أن تقدم عليه.
___________
المصادر:
[1] سورة الحشر، الآية21.
[2] سورة الجن، الآية1.
[3] مستدرك الوسائل، ج4، ص344.
[4] https://www.aljazeera.net/news/2023/1/25/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%88%...
[5] https://www.farsnews.ir/ar/news/14011105001060
[6] https://www.alalam.ir/news/6520948
[7] https://www.alalam.ir/news/6518828
[8] https://www.alalam.ir/news/6520313