إن أحوال الأصدقاء وصفاتهم من المسائل المهمة جداً، وتمَّ التأكيد عليها في الآيات وأحاديث أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. فعلينا أن ننتبه في اختيار الصديق حتى لا نصل الى مرحلة تنهدم فيها كل الجسور، ونقع في حسرة كما أخبر بذلك القرآن الكريم.
لا توجد قضية في حياة الإنسان تساوي أهمية الاختيار، فكيف يمكن للإنسان أن يحدد مستقبله عند ما تواجهه أسئلة عن أحوال الصديق وصفاته؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من القول إن الإنسان إذا دخل معترك الحياة بالبصيرة والمعرفة اللازمة فإنه لن يفشل أبداً. فإذا قام بالاختيار الصحيح ونظر إلى الخير والشر بعقل وبصيرة، وبعد الاختيار الصحيح عمل بجد واجتهاد، سيحقق هدفه بالتأكيد ويصل إلى قمة النجاح.
كما يعد اختيار الصديق والرفيق من الأسئلة المهمة للإنسان. فمن حق كل شخص أن يسأل نفسه: من يجب أن أصادقه؟ ومن يجب أن أقصر تواصلي الاجتماعي معه؟ ولذلك لا بد من المعرفة الدقيقة ببصيرة في هذه المسألة؛ لأن الصديق والرفيق يلعبان دورًا حاسمًا في مستقبل ونجاح الشخص أو فشله.
لا نختار الصديق بناء على مظهره
لذلك، يجب أن نضع هذه النقطة في الاعتبار عند اختيار الصديق، وعلينا أن لا نقع في حب أي شخص، بناءً على مشاعرنا ومراعاة لجمال مظهره فقط. وعلينا أن لا نخلق بيئة يختارنا فيها الفاسدون والأشرار كأصدقاء، ويجروننا في النهاية إلى الفساد والانحراف بآلاف الحيل. لأنه من الممكن أن نصل الى مرحلة تنهدم فيها كل الجسور التي خلفنا، ولن تكون لنا فرصة لإعادة بناء ما مضى من جديد، وسيصل عمل الإنسان إلى درجة يقول فيها لنفسه: ليتني لم أفسد الأهدافي المقدسة الإلهية، ولم أبتعد عن الأصدقاء الحقيقيين، حتى أصل الى حافة القبر.
وليتني لم أعرض حاجتي في المزاد أمام الصديق الذي لم اكتشفه، وليتني لم أكسر ثمن حياتي، حتى لا يتباطأ سوق الصداقة هكذا.
وهكذا تزداد التمنيات والحسرات كما أخبر بذلك القرآن الكريم : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا.[1]
المصدر:
[1] . سورة الفرقان، الآية 27-29.