قد واجهت الإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد النظام الصهيوني، ردود فعل مختلفة في العالم. لكن من جهة أخرى حظي هذا الإجراء الصهيوني، دعماً من القادة الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة.
يعتقد راز سيغال، أستاذ دراسات "هولوكاست" والإبادة الجماعية في جامعة ستوكهولم: "أن القادة الغربيين بالاستفادة من وصف حماس بالشيطان، يعززون اللهجة العنصرية للقادة الإسرائيليين. ومن الواضح أن هذه اللهجة المعتوهة واللاإنسانية هي خطوة تهدف إلى تبرير التدمير الواسع النطاق للفلسطينيين، الذي لا يميز بين مقاتلي حماس ومواطني غزة، ويتم تنفيذه في سياق أوسع من الاحتلال والاستعمار. واعتبر قصف غزة وإلحاق الأذى بالناس نماذج من الإبادة الجماعية، قال: "يُسقط الإسرائيليون آلاف القنابل، بما فيها القنابل الفوسفورية، على واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم خلال أيام قليلة، ولا يخفون نيتهم". وعملهم هذا في الواقع يُعد إبادة جماعية. كما تلحق إسرائيل أضرارا جسدية وعقلية خطيرة بشعب غزة وتخلق ظروفا مصممة لتدمير مجموعة من الناس عن طريق قطع المياه والغذاء والكهرباء، وقصف المستشفيات، والأمر بالإخلاء الفوري للمراكز الطبية. وهذا يعني أننا نشهد مجموعة أعمال الإبادة الجماعية بنية خاصة. وهذه تتوافق مع التعريف الرسمي للإبادة الجماعية".
كما تقارن فيكتوريا سانفورد، الأستاذة في جامعة مدينة نيويورك، غزة بمقتل 200 ألف من المايا في غواتيمالا خلال مدة 1960-1996 وتعدّ كلاً منهما إبادة جماعية. ودعا سانفورد وسيغال، إلى جانب أكثر من 100 باحث آخر، في رسالة إلى المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات ضد الإبادة الجماعية الصارخة التي يرتكبها النظام الصهيوني ضد الفلسطينيين.
الإبادة الجماعية في المعمداني
والأمر اللافت للنظر، هو الجهود التي يبذلها مؤيدو النظام الصهيوني للتقليل من أهمية جريمة الإبادة الجماعية. هذا السؤال طرحه المحلل الصهيوني الشهير إيدي كوهين في استطلاع X حول تفجير مستشفى المعمداني الذي قتل فيه 500 شخص، وقال: الآن وقد أثبتت الفيديوهات المنشورة أن إسرائيل لم تنفذ مجزرة المعمداني وبينما العالم كله يعترف أن إسرائيل لم ترتكب المجزرة، فما رأيك فيمن ارتكب هذه المجزرة بحق الفلسطينيين؟ وكانت نتيجة الاستطلاع مثيرة للاهتمام. لأن 94.5% من المستطلعين اعتبروا الجيش الإسرائيلي هو الذي ارتكب المجزرة، و5.5% فقط حماس والجهاد الإسلامي عدّوهم مسؤولين عن هذه الجريمة.
خاتمة
وانطلاقاً من فكرة إقامة دولة يهودية، فإن البعد الأساسي لها هو التطهير العنصري للمجموعات العرقية الأخرى، فقام النظام الصهيوني بقتل شعب هذه الأرض في أوقات مختلفة. وبهذه الطريقة، أدت "هولوكاست" إلى استمرار النظام في سياسة القتل دون أن يحاسبه أحد. إن التطهير العرقي، الذي كان في وقت ما يتبعه عمليات قتل مستهدفة، يجري الآن ملاحقته في شكل إبادة جماعية غير مسبوقة، وإبادة جماعية للعائلات الفلسطينية.[1]
المصدر:
[1] . منبع المقال: B2n.ir/r21448