الانتخابات والتحيزات غير الدينية

الانتخابات والحمية الجاهلية: إن الدعم بلا دليل والسلوك غير العقلاني والتعصب للأفراد والمرشحين والدفاع عن الآراء السلبية أو التصرفات غير الصحيحة لمن يهمهم الأمر، هو عمل غير أخلاقي ومخالف للشريعة. وقد أدان القرآن الكريم مثل هذه الأفعال وقال: "إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ"[1]

إنه يحرم التعصب غير المشروع للأقارب والأقران والأصدقاء، مثل: التعريف بهم زوراً، وإعطائهم حقوق الآخرين، والسكوت عن ظلمهم وتعدّيهم، ومساعدتهم على ظلمهم وإكراههم.[2]

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله: "مَن تَعَصَّبَ أو تُعُصِّبَ لَهُ فقَد خَلَعَ رِبْقَ الإيمانِ مِن عُنُقِهِ". وأيضا قال: "من كان في قلبه ذرة من حبةٍ من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية"[3]

تجنب سلبيات الانتخابات

ومن سلبيات حِقبة الانتخابات، الاهتمام المفرط لبعض المرشحين وأنصارهم بالميول العرقية والقبلية والنقابية، للحصول على المزيد من الأصوات من أجل كسب آراء الأكثرية وتحقيق أهدافهم. ومن الواضح أنه إذا كان التصويت لمثل هؤلاء الأشخاص على أساس التحيزات العائلية أو العرقية والقبلية، فإن التصويت سيكون بمنزلة التعصب الجاهلي، وهذا قد نهى الله عنه. قال الإمام علي عليه السلام: "إن كنتم لا محالة متعصّبين فتعصّبوا لنصرة الحقّ وإغاثة الملهوف"[4]

وهذه وصية الإمام الخميني الأبوية الرحيمة؛ إلى كافة المرشحين للانتخابات ومؤيديهم، قال: "كل هذه الأمور مؤقتة، ونحن جميعا أمام الحق تعالى، وما يبقى في كتاب أعمالنا من تصرفاتنا وسلوكنا، وما يسبب سعادتنا وخلودنا، هو نقاء الروح وثمار العبودية. ولا ينبغي أن نلوث خالص أعمالنا والمجتمع الإسلامي، بصدأ العكر والخلاف، ولا ينبغي أن تسبب المنافسات الانتخابية الفُرقة والانفصال".[5]

 وقال آية الله نوري الهمداني عن السلوك الانتخابي: يجب أن تكون أجواء الانتخابات ممتازة بالوحدة والألفة.... ومن أراد أن يكسر الأعراف في الانتخابات، فقد خان الملايين من الناس.[6]

وبحسب الميثاق الأخلاقي للانتخابات فإن بعض السلبيات التي يجب على المرشحين ومؤيديهم تجنبها في الحملات الانتخابية هي:

1. تجنب التشهير وتضخيم المشكلات وتدمير منجزات الثورة الإسلامية ونجاحات الحكومات.

2. تجنب التمييز العرقي والعائلي.

3. الابتعاد عن أدبيات الفوز والخسارة والصراع على السلطة، مما يسبب تشاؤم الناس ويأسهم.

4. تجنب المجاملات المبالغ فيها.

5. تجنب التدمير والقذف والإذلال وإفشاء أسرار للمرشحين في وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت والمجالس.

6. تجنب الإعلانات الملونة والمكلفة، ونشر الصور الخادعة، وإقامة الاحتفالات والحفلات الباهظة الثمن، وتوزيع الهدايا، وبيع وشراء الأصوات، ونحو ذلك.

المصادر:

[1] . سورة الفتح، الآية 26.

[2] . واجبات و محرمات، آیت ‌اللَّه علی مشکینی.

[3] . أصول الکافي، الكليني، ج2، ص360.

[4] . غرر الحكم و درر الكلم، عبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي، ج1، ص258.

[5] . صحيفة النور، الإمام الخميني، ج20، ص215.

[6] . ویژه‌ نامه منشور اخلاقی انتخابات، اسفند 1386، ص5.