مفهوم وضرورة انتخاب الأصلح

الانتخابات والحديث: جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله في موضوع انتخاب الأصلح لأداء الوظيفة وتحمُّل المسؤولية، قال صلى الله عليه وآله:

 "مَن اِستعملَ عاملا مِن المسلمين وهوَ يعلم أنّ فيهم أولى بِذلك منه واَعلم بِكتاب اللَّه وسنة نبيه فقد خان اللَّه ورسوله وجميع المسلمين"[1]

يجب على الشخص الواجد للتصويت، إضافة إلى وجوب التواجد في محل الانتخابات، أن يكون تصويته هادفاً. ومجرد المشاركة في الانتخابات لا يعد امتثالا للواجب ولا يسقط الواجب به عن رقبته، بل يجب أن يكون تصويته هادفًا، أي أنه كلما توجه على الإنسان واجب شرعي، إنما يسقط عنه الوجوب إذا قام بما يجب على الوجه الأمثل. أي ليحسب هل يكون تصويته في اتجاه تعزيز الحكومة الدينية وإعلاء الإسلام وتعظيمه وتعزيز حاكمية الإسلام أم لا. فإذا كان تصويته لتعزيز حكم الإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية، فهذا التصويت مقصود ويعد امتثالا للواجب، وإلّا لم يقم بما وجب عليه.

الانتخابات وما يُفهم من الحديث

وفقاً للحديث أعلاه، فإن الناخب إذا ترك المنتخب المناسب جانباً، عمدا أو بناء على بعض النزعات الأنانية والفئوية، واختار شخصاً آخر وانتخبه، فإنه حتماً يكون خائناً لله ورسوله والمسلمين.

إن تأييد مرشحي التمثيل من قبل الجهات القانونية، يعني أن لديهم الشروط المناسبة، وأن لديهم الحد الأدنى من التمثيل والإذن لدخول مرحلة الانتخابات، وفي هذا الوقت، فإن واجب الناخب يكون أكثر دِقة من المرحلة السابقة، أي أنه بعد تأييد مؤهلات المرشحين، فإنه يجب على الناخب أن يختار المرشح الأنسب والأصلح من بين المرشحين، ولا يتم ذلك إلا بالتحقيق والبحث عن الأصلح، وعند ذلك يكون قد أتى بالواجب الذي عليه.

ولذلك قال الإمام الخميني (قدس سره) في انتخاب الأصلح في الانتخابات:

 "إذا اخترت الأصلح، فأنت تفعل شيئاً صحيحاً، وهذا اختبار لك، يتبيّن بذلك هل الانتخاب ذلك كان من أجل الإسلام أم لمصلحتك"[2]

 ويقول المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي في هذا الصدد: كما أن مبدأ الانتخاب واجب إلهي، فإن انتخاب الأصلح هو أيضاً واجب إلهي.

المصادر:

[1] . الغدير، العلامة الأميني، ج8، ص291.

[2] . صحيفة الإمام، ج18، ص197.