الإمام الباقر في عهد بني أمية

أمضى الإمام الباقر عليه السلام، أربع سنوات من بداية حياته الشريفة في ظل جده الإمام الحسين عليه السلام، وتعرّض في طفولته لحادثة مؤلمة، حادثة استشهد فيها أعمامه وأغلب رجال آل البيت. وقد رأى الإمام الباقر عليه السلام، بأم عينيه مصيبة عاشوراء واستشهاد جده الإمام الحسين عليه السلام، وقد أُخذ أسيراً هو وأهل البيت عليهم السلام، إلى طواغيت الكوفة والشام. ولذلك فإنه عليه السلام، في كل الابتلاءات والمحن المؤلمة التي تتألم القلوب لسماعها، كان مع قافلة أسرى أهل البيت عليهم السلام. كما سمع كلام أبيه الإمام السجاد عليه السلام، وهو يخاطب طاغوت الشام المتكبّر، قائلاً: "يا يزيد، ومحمد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنّه جدّي فلم قتلت عترته؟"[1]

الإمام الباقر وحادثة الحرّة

كما شهد حادثة الحرة سنة 63 هـ. وفي السادسة من عمره، شهد الإمام الباقر عليه السلام، كيف ثار أهل المدينة على حكم يزيد، ونَقَضَ شيوخ المدينة وفقهاؤها بيعة يزيد الفاجر.[2]

ومن الأحداث البارزة التي حدثتْ في حياة الإمام الباقر عليه السلام، التحركات المسلحة المتعاقبة ضد حكومة بني أمية، بعد حادثة كربلاء، منها انتفاضة أهل المدينة المنورة سنة 63هـ، وانتفاضة التوابين سنة 65هـ، وانتفاضة المختار بن أبي عبيدة، وانتفاضة الزبيريين أتباع عبد الله بن الزبير، سنة 66هـ، وثورة المطرّف بن المغيرة بن شعبة سنة 77 هـ، وتمرّد عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث في عهد عبد الملك بن مروان سنة 81 هـ.[3]

ومن الحوادث الأخرى في هذا عصر الإمام الباقر عليه السلام، جعل الأحاديث ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وفي هذا الوقت انتشرت هذه الظاهرة المشؤومة واستغلها الأمويون للحفاظ على حكومتهم.

ونقل ابن أبي الحديد المعتزلي عن ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم - في تاريخه، قال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بنى أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم.[4]

المصادر:

[1] . تسلیة المُجالس وزینة المَجالس، محمد الحسيني الحائري، ج۲، ص۳۹۱.

[2] . تاریخ الخمیس، الديار بكري، ج٢، ص٣٠٠.

[3] . البداية والنّهاية، ابن كثير، ج٩، ص١٣٨.

[4] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج ١١، ص٤٦.