لحديث يوم الدار أسانيد كثيرة صحيحة ، وقد نص غير واحد من أئمة الحديث على صحته ، مع ذلك قال ابن تيمية : هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث.
لما نزل قوله تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين[1] جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب في دار أبي طالب . " . قال ابن تيمية : " هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث ، فما من عالم يعرف الحديث إلا وهو يعلم أنه كذب موضوع ، ولهذا لم يروه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات ، لأن أدنى من له معرفة بالحديث يعلم أن هذا كذب".[2]
وجود الحديث في مسانيد اهل الحديث
ابن تيمية يكذّب وجود الحديث صراحة ، وقد أخرجه إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل في المسند بسند صحيح قال :
لما نزلت هذه الآية جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ، فاجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا ، قال : فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ؟ فقال رجل - لم يسمه شريك - : يا رسول الله ، أنت كنت بحرا ، من يقوم بهذا ؟ قال : ثم قال الآخر ، قال : فعرض ذلك على أهل بيته . فقال علي - رضي الله عنه - : أنا ".[3]
قال الهيثمي بعد أن رواه : " رواه أحمد ، ورجاله ثقات ".[4]
وفي ( المسند ) أيضا : " حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا عفان ، ثنا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجذ ، عن علي - رضي الله عنه - قال : .. دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بني عبد المطلب .. فقال : يا بني عبد المطلب ! إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس بعامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم ، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ؟ قال : فلم يقم إليه أحد . قال : فقمت إليه - وكنت أصغر القوم - قال فقال : إجلس . قال : ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي : إجلس ، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ".[5]
ومسند احمد معتمد عند ابن تيمية فانه قال: «وليس في الأحاديث المرفوعة في ذلك حديث في شيء من دواوين المسلمين التي يعتمد عليها في الأحاديث - لا في الصحيحين ولا كتب السنن ولا المسانيد المعتمدة كمسند الإمام أحمد وغيره»[6]
وقد أخرج الحديث - بهذا السند - النسائي في ( الخصائص ).[7]
وأخرجه أيضا : ابن إسحاق ، والطبري ، والطحاوي ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبي نعيم ، والضياء المقدسي . . . وعنهم : المتقي الهندي.[8]
اذن فقول ابن تيمية : " لم يروه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات " كذب . وتبيّن أن للحديث أسانيد كثيرة صحيحة ، وقد نص غير واحد من أئمة الحديث على صحته.
المصادر
[1] - سورة الشعراء، الآية 214.
[2] - منهاج السنة، ج 7 ، ص 302 .
[3] - مسند أحمد، ج 1 ، ص 111 .
[4] - مجمع الزوائد، ج 8 ، ص 302 .
[5] - مسند أحمد، ج 1 ، ص 159 .
[6] - مجموع الفتاوى، ج 1 ، ص 248.
[7] - خصائص علي : 133 ، الحديث : 66 .
[8] - كنز العمال، ج 13 ، ص 129 ، 131 ، 149 ، 174 .