ثقة الإمام الحسين

السفير والمندوب لا بد أن يكون الشخص المثالي الذي يمتلك المحاسن والميزات الظاهرية والباطنية العليا وقد اجتمعت في شخصية مسلم بن عقيل سفير الحسين (عليه السلام) حيث كان ثقته وأمينه وكان شجاعاً وفقيهاً ومطيعاً لإمام زمانه وفق مواقفه التي نقلها التأريخ، فحينما أرسله الإمام إلى الكوفة كتب إليهم: ...وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل.[1] فهذا التأكيد من المعصوم يدل على عظمة شخصية مسلم بن عقيل (عليه السلام) ومنزلته عند أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله).

 هذا وقد أنبأ النبي (صلى الله عليه وآله) عن قتله في سبيل الإمام الحسين (عليه السلام) فعن ابن عباس، قال: قال علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، إنك لتحب عقيلاً؟ قال: إي والله إني لاحبه حبين: حباً له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون.[2]   

نعم، يكفي الرجل فخراً أن يكون المعصوم يشهد لفضله وعظم منزلته، ولكن مع هذا التصريح والتأكيد ترك أهل الكوفة سيدنا مسلم بن عقيل وحيداً فريداً حتى سلّموه إلى بن زياد فقتلوه قتلاً شنيعاً حيث رموه من أعلى القصر وأخذوا يجرونه بالحبال في أسواقهم فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا.

عين جودي لمسلم بن عقيل          لرسول الحسين سبط الرسول

لشهيد بين الأعادي وحيد           وقتيل لنصر خير قتيل  

المصادر:

[1] . بحار الأنوار، ج44، ص334.

[2] . الأمالي (للصدوق)، ص191.