-يعتقد ابن تيمية أن العصمة منحصرة بالرسول، والصحابة وأتباعهم في القرون الثلاثة أتبع الناس للمعصوم لكن الواقع على خلاف هذا الادعاء.
الصحابة والتزامهم بالكتاب والسنة، قال ابن تيمية: وأما الأصل الثالث وهو متابعة السنة والشريعة النبوية[1] قال الله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}[2] وفي موضوع آخر جعل ابن تيمية صحة العمل منوطة بعرضه الى الكتاب والسنة وإلّا زاغ، قال: ومن سلك طريقة العمل فقط، وأعرض عن اتباع السنة في عمله ووزنه بالكتاب والسنة،.. فقد زاغ.[3]
ويقول في الصحابة: «ثم خلفاؤه بعده أبو بكر وعمر ومن معهما من المهاجرين والأنصار الذي يعلم أنهم كانوا أتبع الناس له وأطوعهم لأمره وأحفظهم لعهده»
لكننا لو راجعنا سيرة الصحابة وموفقهم من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أهل بيته علهم السلام، نجدهم وقفوا بالنقيض مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وآله.
إن كبار الصحابة لم يعتنوا بالسنن النبوية الشريفة اعتناء الالتزام بها، فهذا ابو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأبا عبيد الجراح، كانوا يرفضون السنة النبوية ويجتهدون بآرائهم جريا وراء مصالحهم الدنيوية من أجل الخلافة، حتى لو كلّفهم ذلك معصة الله و رسوله.
نماذج من رفض الصحابة للشرع
إن عمر بن الخطاب عارض أمر رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد أن يكتب ذلك الكتاب الذي يصون المسلمين من الضلالة، عارضه بشدة وقساوة وعدم احترام لمقامه السامي حتى اتهمه بالهجر والهذيان!! مدّعيا أن كتاب الله يكفيهم فلا حاجة لكتابة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وكيف نسى عمر والصحابة قول الله تعالى " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"[4] ؟ إن الباحث لو تعمق في موقف عمر هذا، لوجد أنه كان يرى عدم التقيد بالقرآن والسنة النبوية، وكان يجتهد برأيه في مقابل النصوص النبوية والنصوص الالهية.[5]
ايضا الصحابة رفضوا الإلتحاق بجيش أسامة الذي عبّأه رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه وأمرهم بالسير تحت قيادته وقال" لعن الله من تخلف عن جيش أسامة.[6] وقد تخلف عن السير أبو بكر وعمر وبعض الصحابة الذين اجتمعوا في السقيفة ولم يلحقوا بجيش أسامة.[7]
فشملهم لعن الرسول " أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا "[8]
المصادر
[1] . الاستقامة، ج 1، ص 265.
[2] . سورة آل عمران، الآية 31.
[3] . الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق، ج 1، ص 72.
[4] . سورة النساء، الآية 59.
[5] . الغدير للأميني، باب نوادر الاثر في علم عمر، ج6، ص83- 333.
[6] . الملل والنحل للشهرستاني، ج1، ص29.
[7] . الطبقات لابن سعد، ج2، ص41.
[8] . سورة النساء، الآية 52.