معاوية ينقض شروط الصلح لصالح يزيد

08:10 - 2023/08/30

صالح الإمام الحسن عليه السلام معاوية لظروف خاصة أحاطت به، فغدر معاوية به ونقض شروط الصلح.

صالح الإمام الحسن عليه السلام معاوية الذي كانت له حساباته الخاصة في الصلح، فإنه كان يرى نفسه في موضع القوة، ويرى انتصاره العسكري سيكون سهلا وميسورا، ومع ذلك آثر أن يعطي الإمام الحسن عليه السلام ما يريد من شروط، معتمداً على نيّة النفاق والغدر والخيانة، بنكث عهده ونقض عقده، وإبطال كل ما كان شرطه له.

إن معاوية قد أفصح بنفسه عن نواياه هذه بجلاء حينما أعلن بعد توقيعه على وثيقة الصلح قال:" ألا إن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين، لا أفي به".[1] وهذا ما صرح به عدد من المؤرخين أيضاً ..[2]

إن معاوية بنقضه لشروط الصلح أبان للناس عن حقيقته وردّ كل الدعاوي التي تقول بأن لبني أمية الحق في امتلاك قيادة الأمة، لأن الخائن والغادر والكاذب، لا يمكن أن يكون أهلاً لشيء من ذلك.

إن الإمام الحسن عليه السلام بعقد الهدنة الذي أبرمه مع معاوية، استطاع أن يحفظ للشيعة المخلصين حقهم في الحياة، وأصبح أي تعامل غير إنساني معهم يمثل دليلاً على سقوط أطروحة وادعاءات أعداء أهل البيت عليهم السلام، لأنه سوف يكون عدواناً غادراً ومفضوحاً لا يمكن تبريره بأي منطق.

الإمام الحسن

أهمية شروط الإمام الحسن عليه السلام

إن الشروط التي شرطها الإمام الحسن عليه السلام ووقَّع عليها معاوية قد جاءت على غاية من الأهمية والخطورة، وصحيح أن التاريخ لم يستطع أن يفصح لنا إلا عن بعض منها، لكنه قد أشار إلى كثرة هذه الشروط حين صرح بأن معاوية قد أرسل إلى الإمام الحسن عليه السلام، وثيقة ضمن له فيها شروطاً، والحقيقة تقول إن الإمام الحسن عليه السلام قد شرط عليه أضعاف ذلك.[3]

فمن تلك الشروط التي تم الاتفاق عليها، أن الإمام الحسن عليه السلام يسلم الأمر[4] لمعاوية على أن يكون له الأمر من بعده، فإن حدث به حدث، فللحسين.[5] ولأجل هذا الشرط قال الإمام الحسين عليه السلام لابن الزبير عندما ورود الخبر بموت معاوية:

"إني لا أبايع أبداً، لأن الأمر إنما كان لي من بعد أخي الحسن، فصنع معاوية ما صنع، وحلف لأخي الحسن أنه لا يجعل الخلافة لأحد من بعده من ولده، وأن يردها إلي إن كنت حياً، فإن كان معاوية قد خرج من دنياه ولم يف لي، ولا لأخي الحسن بما كان ضمن"..[6]

ومن تلك الشروط أيضاً أن لا يسمي الإمام الحسن عليه السلام معاوية أمير المؤمنين.[7]وأن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة رسوله.[8]

وأن لا يعهد معاوية لأحد من بعده.[9]وأن لا ينال أحداً من شيعة الإمام علي عليه السلام بمكروه.

هذه بعض من الشروط وهناك غيرها لم نشر اليها وكلها قد ركّزت على سحب جميع الذرائع من معاوية والأمويين، وأفهمت الجميع بأن هذه الهدنة قد تضمنت سلب معاوية كل ما يدعيه لنفسه من مقامات، وأن الأمر بعد معاوية للحسن، ثم للحسين عليهما السلام.

فحينما نكث معاوية بعهده هذا، وعَهِدَ إلى ولده يزيد، دلّ ذلك على أنه فعل أمراً غير مشروع ولا معترف به.

المصادر:

[1] . الإرشاد، الشيخ المفيد، ج 2، ص 14.

[2] . النصائح الكافية، محمد بن عقيل، ص 193.

[3] . تاريخ الطبري، ابن جريرالطبري، ج 4، ص 124.

[4] . الفصول المهمة، ابن الصباغ، ص 163.

[5] . حياة الإمام الحسين، باقر القرشي، ج 2، ص 287.

[6] . الفتوح، ابن أعثم، ج 5، ص 12.

[7] . مستدرك الوسائل، الحر العاملي، ج 13، ص 180 .

[8] . شرح نهج البلاغة للمعتزلي، ج 16، ص 22.

[9] . الإمامة والسياسة، ابن قتيبة، ج 1، ص 184.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
14 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.