تكذيب ابن تيمية رواية رسول الله

إن كثيرا من الروايات في فضائل عليه عليه السلام ، روتها الصحابة والرواة والمحدثون من اهل السنة، عنه صلى الله عليه و آله وسلم ، لم تعجب ابن تيمية فردها حنقا منه و حقدا، نذكر واحدا منها :

قال العلامة : " وقد رووا جميعا : إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم قال : علي مع الحق والحق معه يدور معه حيث دار ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " .

فقال ابن تيمية : " قوله : إنهم رووا جميعا . . . من أعظم الكلام كذبا وجهلا ، فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه و سلم ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، فكيف يقال : إنهم جميعا رووا هذا الحديث ؟ وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا ، والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلا ؟ بل هذا من أظهر الكذب . ولو قيل : رواه بعضهم وكان يمكن صحته لكان ممكنا ، فكيف وهو كذب قطعا على النبي صلى الله عليه و سلم ؟ " [1].

كرر ابن تيمية كلمة الكذب أربع مرات ، ونفى أن يكون مرويا عن أحد من الصحابة ولو بإسناد ضعيف ، وبالتالي ادعى القطع على أنه كذب .

أسانيد حديث النبي صلى الله عليه و آله

إذا ثبت كونه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا عن واحد من الصحابة ، ولا بإسناد ضعيف ، ظهر صحة استدلال العلامة وغيره من أعلام الإمامية بهذا الحديث في سائر المقامات ، ومنها في قضية ما كان بين الزهراء الطاهرة وأبي بكر ، حول فدك وغير فدك من ممتلكاتها وحقوقها.

جاء الحديث عن جمع كبير من الصحابة أولهم : أمير المؤمنين عليه السلام ، وأخرجه عنه الترمذي في باب مناقبه ، وكذا الحاكم في المستدرك وقال : " هذا حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه "[2].

والثاني : سيدتنا أم سلمة ، وأخرجه عنها : الطبراني[3] وأبو بشر الدولابي [4] والخطيب البغدادي[5] وابن عساكر[6].

والثالث : أبو سعيد الخدري ، أخرجه أبو يعلى ، قال الهيثمي : " وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال : كنا عند بيت النبي صلى الله عليه و سلم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال : ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى . قال : الموفون الطيبون ، إن الله يحب الحفي التقي . قال : ومر علي بن أبي طالب ، فقال صلى الله عليه و سلم : الحق مع ذا ، الحق مع ذا . رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات "[7].

والرابع : كعب بن عجرة ، أخرجه الطبراني في الكبير ، قال المتقي : " تكون بين الناس فرقة واختلاف ، فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا " [8].

والخامس : عائشة ، فإنه لما ذكرها أخوها في البصرة بقول النبي صلى الله عليه وآله جعلت تبكي ، وأظهرت الندم على خروجها [9].

نكتفي بهذا القدر لتبيين كذب ابن تيمية وتزويره.

المصادر:

[1] . منهاج السنة،ج 4 ، ص 238 - 239 .

[2] . المستدرك على الصحيحين، ج 3 ،ص  125 .

[3] . مجمع الزوائد، ج 9 ، ص 134 .

[4] . الكنى والأسماء، ج 2 ، ص 89 .

[5] . تاريخ بغداد، ج 14 ، ص 321 .

[6] . ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق، ج 3 ، ص 118 .

[7] . مجمع الزوائد، ج 7 ، ص 234 .

[8] . كنز العمال، ج 11 ، ص 621 ، الحديث 33016 .

[9] . الإمامة والسياسة، ج 1 ، ص 73 .