الإمام الباقر

قد تزامنت مدة إمامة الإمام الباقر عليه السلام، بنهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجري. فخلال هذه المدة، لم تكن هناك فتوحات إسلامية وحروب أهلية، ولم تكن هناك سوى اضطرابات في مناطق مثل خراسان. وأدى الحضور النشِط للعلماء إلى اتساع المسائل الفقهية في هذا العصر، وكان لوجود الإمام الباقر عليه السلام، أهمية قُصوى في شرح الآراء الفقهية.

بعد استشهاد الإمام الباقر عليه السلام بثمان سنوات، حدثت ثورة زيد بن علي عليه السلام، وكانت لأهل البيت عليهم السلام مواقف تجاه هذه الثورة.

في المدة التي كانت الحكومتان الأموية والعباسية تسيطران على مقاليد الأمور، وتسحقان كل حركة معارضة، كانت المهمة الأساسية للإمام الباقر عليه السلام، نشر تعاليم الإسلام الحقيقية وتدوين الثقافة الدينية في ظل العمل بالتقية. وبهذا تمت الاستعدادات لإنشاء جامعة إسلامية كبرى في عهد ابنه الإمام الصادق عليه السلام.

كان العالم الإسلامي في عهد إمامة الإمام باقر العلوم عليه السلام في موقع خاص من حيث اتساع الأراضي والأحداث السياسية والاجتماعية والصراعات الفكرية وتطور الجدل العقائدي والفقهي.

قد ارتبطت السنوات التسع الأخيرة من إمامة الإمام الباقر عليه السلام، بعهد الخليفة الظالم هشام بن عبد الملك.

تزامنت إمامة الإمام الباقر عليه السلام مع عدة من خلفاء بني أمية وبني العباس، نذكرهم على التوالي في هذا المقال.

عاش الإمام الباقر عليه السلام في عهد الحكم الأموي، وشهد من كثب حوادث مختلفة، ومنها حادثة عاشوراء، وحادثة الحرة، وحرق الكعبة، وانتفاضة التوّابين وقيام المختار، وسيادة آل الزبير على الحجاز والأمويون في الشام.

عدّ علماء أهل السنة الإمام محمد الباقر عليه السلام من التابعين في أصناف رجال الحديث. كما عدّه ابن عساكر وغيره من فقهاء أهل المدينة.

تذكر المصادر التاريخية أن للإمام الباقر عليه السلام سبعة أبناء: خمسة أولاد وبنتين.

إن المؤرخين وكتاب السيرة الذين كتبوا سيرة الإمام الباقر عليه السلام، اتفقوا على أنّه لُقّب بالباقر، لأنه كان له باع طويلة في جميع مجالات العلم.

قبل ولادة الإمام محمد بن علي عليهما السلام، بعشرات السنين، تنبّأ جده رسول الله صلى الله عليه وآله بولادته وأطلق عليه اسم محمد ولقبه بالباقر.