نسبة محاسن علي بن أبي طالب إلى غيره

08:37 - 2022/05/30

يقوم البعض بمحاولات ويبذل وسعه لينسب أحداثا جليلة إلى من أثبتت الوقائع ، وتضافرت الشواهد على أنه ليس أهلاً لها ، و ينسب أمورا رذيلة إلى من هو منزه عنها .

نسبة محاسن علي بن ابي طالب الى غيره

هذا ما لاحظناه في أعداء و مبغضي علي بن ابي طالب أخي رسول الله صلى الله عليه وآله، إنهم ينسبون فضائل علي « عليه السلام » إلى غيره ، مثل كونه أول من أسلم ، وكونه قاتل مرحب ، وغير ذلك ، كما أنهم يحاولون نسبة بعض النقائص التي ابتلى بها غير علي إلى علي « عليه السلام ».

لقد ادعوا أن آية :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )[1] نزلت بحقه .[2] بل لقد قالوا عنه « عليه السلام » : إنه لا يصلي.[3]

وهذا مصداق قول أمير المؤمنين « عليه السلام » : « إذا أقبلت الدنيا على شخص أعارته محاسن غيره . . وإذا أدبرت سلبته محاسن نفسه ».[4]

أهدافهم من تلك المحاولات:

ربما يكون الهدف من نسبتها إلى هذا وذاك : تصغير شأن العظيم ، وتفخيم شأن الحقير ، وذلك بالتشكيك بصدور تلك الفضائل عن فاعلها الحقيقي ونسبتها إلى من يرغبون في تخصيصه بالفضائل والكرامات .

 أو يراد إبعاد الشبهة عن المرتكب الحقيقي لبعض الرذائل ، فينسبونها إلى من هو برئ منها ، تعمداً للإساءة إليه ، أو حسداً أو كيداً له ، حيث يراد تلويث سمعته تارة ، وإثارة الشبهة والريب في انتساب الإنجازات الكبرى التي حققها ، إليه تارة أخرى .

 وربما تجدهم من أجل هذا الغرض أو ذاك ، وحيث لا يمكنهم الإنكار السافر - يكتفون بدس كلمة : وقيل : إن فلاناً هو الذي فعل هذا ، أو نحو ذلك . واليك بعض النماذج:

ألف : قالوا عن آية الشراء : نزلت في علي « عليه السلام » في مناسبة مبيته على فراش النبي « صلى الله عليه وآله » ثم قالوا : وقيل : نزلت في صهيب.[5]

ب : لا شك في أن علياً « عليه السلام » هو الذي قتل نوفل بن عبد الله في حرب الخندق أو لحق بهبيرة بن وهب وضربه ففلق هامته . . ولكنهم أضافوا إلى ذلك قولهم : وقيل أن الزبير فعل ذلك .

 ج : ما ذكروه من مشاركة الزبير وغيره في ضرب أعناق بني قريظة،[6] أو استقلال سعد بن معاذ في ذلك ،[7] مع أن العديد من العلماء يقولون : إنه « صلى الله عليه وآله » تقدم إلى أمير المؤمنين « عليه السلام » بضرب أعناقهم في الخندق ، فأخرجوا أرسالاً .[8]

_______

المصادر:

[1] - سورة البقرة، آية 204.

[2] - الغدير، ج 11، ص 30.

[3] - تاريخ الأمم والملوك ( ط مؤسسة الأعلمي ) ج 4، ص 30.

[4] - ينابيع المودة، ج 2، ص 233 .

[5] - المعجم الكبير للطبراني، ج 8، ص 29.

[6] - شرح بهجة المحافل، ج 1 ص 275.

[7] - المغازي للواقدي، ج 2 ص 516 .

[8] - المصدر، ج 2 ص 515 و 516.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 16 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.