نافذة للأمل

08:07 - 2022/05/31

الأمل بالله لا يفتقد للمذنبين والعاصين مهما كانت ظروف هؤلاء الأشخاص، فباب الله مفتوح لمن أطاعه ولمن عصاه.

نافذة للأمل

إنّ أعظم ما يطرأ على الإنسان هو اليأس والإحباط بحيث يجعل الإنسان قالباً بلا روح فينسى من أجل أيّ شيء أتى الى الدنيا وماذا عليه فعله الآن وإلى أين ينتهي مصيره فيصبح كالميت بين الأحياء ولكن الشريعة الإسلامية تفتح له آفاق الأمل كي ترجعه إلى الحياة المثالية.

مقالنا يتحدث عن اليأس الذي يحصل للإنسان بسبب تصرفاته التي جعلته يؤنّب نفسه ويحقّرها حتى يصبح آيساً من كل شيء.

إنّ بعض أنواع اليأس يسيطر على بعض المتديّنين بحيث لا يرون طريقاً للعودة ويظنون أنّهم قد ابتعدوا عن طريق الحق ولا رجعة لهم في ذلك ولذا يلتجئون إلى طرق أخرى كي يسكّنوا علي آلامهم الباطنية وسبب ذلك ارتكاب بعض الذنوب والعصيان التي يسمّيها البعض بالذنوب الكبيرة، عند ذلك الباري جل وعلا يفتح نافذة الأمل تجاه هؤلاء الأفراد فيقول: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»[1] وهل يوجد تسكين أعظم وأجمل من هذا ؟ سبحان الله، ما أعظم هذا الخالق وما أرحمه للعباد!

نعم، ربنا الذي كتب على نفسه الرحمة كيف لا يلجئ المذنبين والعاصين؟ فكما هو إله المطيعين والصالحين فكذلك هو إله المذنبين والعاصين.

وقد جاء في حديث قدسي بأن «أوحَى اللّه إلى داودَ عليه السلام : يا داودُ ، لَو يَعلَمُ المُدبِرونَ عَنّي كَيفَ انتِظاري لَهُم ورِفقي بِهِم وشَوقي إلى تَركِ مَعاصيهِم لَماتوا شَوقا إلَيَّ ، وتَقَطَّعَت أوصالُهُم مِن مَحَبَّتي، يا داودُ ، هذِهِ إرادَتي فِي المُدبِرينَ عَنّي ، فَكَيفَ إرادَتي فِي المُقبِلينَ عَلَيَّ ؟! يا داودُ ، أحوَجُ ما يَكونُ العَبدُ إلَيَّ إذَا استَغنى عَنّي ، وأرحَمُ ما أكونُ بِعَبدي إذا أدبَرَ عَنّي ، وأجَلُّ مايَكونُ عَبدي إذا رَجَعَ إلَيَّ»[2] نعم، تهدأ النفس حينما ترجع وتلجأ إلى مبدأها كالطفل لا يهدأ الّا في أحضان أمه فكيف باللطيف الرحيم الذي تفوق رأفته جميع المخلوقين ولا يقاس بهم.

دَعَا الدَّاعِي فَلَبَّيْنَا نِدَاهُ                    تَتُوقُ نُفُوسُنَا لِسَنَا هُدَاهُ

فَيَا عَبْدًا يَضِيقُ بِكُلِّ إِثْمٍ                  وَيَرْجُو اللَّهَ تَسْدِيدًا خُطَاهُ

تَقَدَّمْ نَحْوَ بَابِ اللَّهِ تَظْفَرْ                      بِتَرْحَابٍ تُرَدِّدُهُ سَمَاهُ

كَرِيمٌ لا يُخَيِّبُ ظَنَّ عَبْدٍ                       تُمَدُّ إِلَيْهِ فِي ذُلٍّ يَدَاهُ

فَكَمْ لِلَّهِ مِنْ فَضْلٍ عَلَيْنَا                       وَيُمْنَاهُ تَجُودُ بِمَا قَضَاهُ

حَلِيمٌ لَيْسَ يَعْجَلُ فِي عَذَابٍ             إِذَا مَا الجَهْلُ مُرِّغَ فِي ثَرَاهُ

فليس هناك حائل بين الله وبين عباده، بابه مفتوح للراغبين فمتى ما ندم العبد، يرجع إلى خالقه ثم يسير نحو السعادة الأبدية. نعم، على لإنسان أن لا ييأس من روح الله ف«إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ»[3]

المصادر:

[1] - الزمر، الآية53 .

[2] - المحجّة البيضاء، ج8، ص62.

[3] - یوسف، الآية 78.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.