الشيعة تعتقد أنّ الإنسان مختار

إنّ قضية الاختيار من القضايا الأساسية التي أخذت مأخذًا وسيعًا في ما بين المتكلمين المسلمين فبين من ردّ الاختيار ويقول بأن الانسان مجبر على فعله وبين من اعتقد أنّ الله خلق الانسان مختارًا وهو بنفسه يعيّن مصيره والشيعة بناءاً على عدل الله وحكمته تعتقد أنّ الإنسان كائن مختار.

ثم الشيعة تستدل على القول بـ الاختيار من القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام) والعقل.

أمّا القرآن الكريم فهناك عدة آيات تدل على اختيار الإنسان وأنّه مختار في اختيار الطريق الصحيح أو أن يسلك سبيل الغي والشقاق.

يقول تبارك وتعالى: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا[1] فتارة الهداية تكون تكوينية أي الهداية العامة حيث يطلع الإنسان على الخير والشر وما سينفعه ويضره في الجملة وتارة تكون الهداية تشريعية حيث يطلع الإنسان على تكاليفه وواجبه ومايحتاجه من تعاليم في حياته عن طريق إرسال الرسل وحجج الله على الأرض كما قال الله في كتابه العزيز: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.[2]

وأمّا الروايات التي تدل على الاختيار فهي كثيرة، كما ورد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) في جواب من ظنّ أنّه مجبر على أفعاله: لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعيد والوعد ، ولم يكن على مسيئ لائمة ولا لمحسن محمدة[3] وفي رواية أخرى يسأل الراوي الإمام الصادق (عليه السلام) أجبر الله العباد على أفعالهم؟ فقال الإمام : الله أعدل من أن يجبر عبدا على فعل ثم يعذبه عليه.[4]

وأمّا العقل فإنّه يقطع بأنّ الله سبحانه لم يكن يعذب شخصًا مجبرًا على أفعاله ويستقبح ذلك كل ذي عقل سليم.

وقد استدل علماء الشيعة بأدلة عقلية كثيرة في إثبات الاختيار منها: إن كل عاقل يعلم بالضرورة حسن المدح على الإحسان و الذم على الإساءة، و ذلك فرع كون المحسن و المسي‌ء فاعلين.[5]

بعد بيان هذه الأدلة نقول أن الإنسان بحسن اختياره يستطيع أن يكون من السعداء أو يكون من الأشقياء بسوء اختياره.

المصادر:

[1] .الإنسان، الآية3.

[2] .الكهف، الآية29.

[3] .التوحيد (للصدوق)، ص380، ح28.

[4] .المصدر، ص361، ح6.

[5] . قواعد المرام في علم الكلام، ص108.